جعلوني مجرماً

زاوية الكتاب

كتب 1140 مشاهدات 0

عيسى العنزي

كان يوم يشبه باقي الأيام ، وربما هو اقلها اهمية عندي ، كنت متوجهاً في طريقي لأمر خاص واذ بي اشاهد شاباً يقف وحيداً وهو رافعاً علم الكويت حتى ان ملامح وجه الشاب غير واضحه بالنسبة لي بسبب طول العلم ، فكبر الفضول في نفسي وتوجهت له بمركبتي ، وحين وصولي له لم يتسنى لي محادثته بشكل واضح لاني وجدت مركبات الداخلية تحيط بنا بشكل مفاجيء وغريب وطلبوا مني الارتجال من المركبة مع اعطائهم اثباتي الشخصي ، وفجأة وجدت نفسي في المخفر انا وصديقي الشاب صاحب العلم الكبير وتم عزلنا عن بعض .
الغريب في الامر ان بعض قيادي الداخلية يخاطبوني بأسلوب غريب وكأنهم وجدوني ادير مجموعة كبيره تحاول زعزعة امن البلد !!
وبعد هذا الخطاب الفاشل الذي سمعته عرفت بأنهم يقصدون مظاهرات الكويتين البدون السلمية ، وانتهى الامر بتوقيعي على تعهد بعدم خروجي لأي مظاهرة اخرى تخص البدون !
وانا لا انكر أني احد المتعاطفين مع المتظاهرين الذين سئموا ذل الحياة وخرجوا بشكل سلمي لإيصال صوتهم لإيمانهم التام بأن الظلم الذي يقع عليهم لا يشعر بألمه غيرنا نحن بحكم قربنا من هذا الألم ' هذا ان لم يكن يسكن داخل اجسادنا ' .
بعد حادثة اخذي إلى المخفر ومعاملتهم لي بشكل مباشر بتهمة انا بريء منها ، اطالبهم الآن بإنتزاع شعور غريب ينمو بداخلي ، لأنهم جعلوني أشعر بأني جيفارا الذي آمن بنوع الظلم الذي يقع عليه وعلى مجموعه كبيره من حوله ، وكلما زادوا في قمعه كبر اصراره للاستمرار في اخماد هذا القمع ، كما انهم جعلوني احب شعور المعتقل الذي يسرد بطولاته لباقي المساجين الذين تواجدوا لنفس الأمر ولكن بهدف مغاير عن هدفه ، بالفعل انا اتألم من امور كثيره ومن اهمها بأني اكتشفت بأن الحكومة هي التي تصنع مجرمين في عيون المجتمع ، والحقيقة الكامله لا يراها الا القليل الذين عاصروا أوجاعنا ، وثاني الألام هو محاولة إجهاض هذا الشعور الغريب الذي بدأ بالتنفس بداخلي !!.

نقطة أول السطر :
كل متهم يقف خلفه مجرم حقيقي ، ويكون القيد من نصيب المتهم والحرية يفرح بها المجرم الذي يمارس بقية حياته باصطياد ضحايا آخرين !

الآن: رأي- عيسى العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك