الفيروز يقترح زيادة العقوبة على مخالفة حظر تشغيل العمالة في الظهيرة

زاوية الكتاب

كتب 971 مشاهدات 0


الراي

إطلالة  /  ما وراء قرار حظر تشغيل العمالة!

علي محمد الفيروز

 

حسناً فعلت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حينما اطلقت حملتها السنوية للتفتيش طبقاً لاحكام القرار الوزاري رقم 212 لسنة 2010 الصادر بشأن حظر تشغيل العمالة الوافدة في اماكن العمل المكشوفة من الساعة 11 ظهراً ولغاية الرابعة عصراً ابتداء من شهر يونيو وحتى آخر الصيف، حيث من المعروف ان فصل الصيف في الكويت حار جداً تصل فيه درجة الحرارة من 48 الى 59 درجة وهي درجة حرارة عالية لاتطاق، لايمكن لاي احد فينا البقاء فيها تحت الشمس او حتى في الظل، فما بالك لو تعمل في هذه الاوقات طوال ساعات تحت اشعة الشمس الحارقة والرطوبة العالية وقت الظهيرة؟!
ولكن مانراه ان هناك شركات ومؤسسات بناء تعتمد على مقاولين يجبرون العمالة على العمل في جميع الاوقات، غير مبالين تماماً بتأثير حرارة الشمس الحارقة والرطوبة العالية احياناً وقت الظهيرة بسبب الجشع والكسب السريع والجري وراء الاموال الطائلة والطمع في الارباح، وهي حالات لم تحدث في الكويت فقط بل تحدث ايضاً في دول مجلس التعاون الخليجي لتقارب درجات الحرارة فيها، وبالتالي جاء القرار الوزاري ليكون مواكباً مع الاوضاع بعد ان لاقى انتقادات واسعة من منظمات حقوق الانسان والعمل الدولية.
والمضحك اننا عند السؤال عن سبب العمل في وقت الظهيرة صيفاً نرى المسؤولين عن هذا التعدي يتهربون من مسؤولياتهم او يلقونها على اصحاب هذه الشركات الكبيرة، فلو تلقى نظرة فاحصة على هذا الامر المأسوي ترصد مجاميع كبيرة من العمال في مناطق متفرقة من البلاد في منظر يبعث على الشفقة والرحمة والعاطفة عند الناس الا في قلوب كفلائهم!!
في حين نرى معظم العمال البسطاء يعملون بصمت وحسرة لمدة ساعات طويلة من اجل لقمة العيش الكريم وتوفير المال البسيط، والمصيبة حينما يطالب هؤلاء بأجورهم مقابل العمل تجد ان البعض من اصحاب العمل خصوصاً المقاولين يماطلون بالأجر مقابل العمل ويتجردون من الانسانية، متناسين تماماً التوجيه النبوي الشريف بقوله: «اعط الاجير اجره قبل ان يجف عرقه».
فهناك الكثير من الشكاوى العمالية ضد الشركات المخالفة في وزارة الشؤون غير ان البعض من هؤلاء العمالة المظلومة لايتجرؤون على الذهاب الى رفع شكوى ضد كفلائهم بسبب الخوف من التهديد او التسفير بغير حق، وهذا ايضاً جانب آخر، لذا نلاحظ ان الحقل الانشائي مليء بالقصص والحكايات المؤلمة جداً والتي تعصر القلوب... ولكن على اي حال يجب ان يكون قرار حظر العمل في وقت الظهيرة مستمراً وعلى الميدان عملياً حتى يردع البعض ممن يتلاعبون بعواطف البشر وينتهكون حقوقهم في الراحة والمال، وحتى يفرض القانون والقرار هيبته في البلاد من تلاعب اصحاب الشركات عن طريق الالتفاف على القانون والقرار معاً، اذا يجب التركيز على بعض المواقع الانشائية التي تقع تحت سيطرة المقاولين الكبار والصغار لاننا نجد ان العامل لديه لايغادر مكان عمله الا بعد الساعة الخامسة عصراً وهذا مخالف للقرار المذكور وللتوجهات الحكومية في البلاد وهناك مواقع كثيرة تابعة لمراكز حكومية ولكنها على الآسف تخالف قانون الحظر، فكيف الحال مع الآخرين الذين ينتهكون حقوق العمالة الوافدة وسط الظهيرة؟!
بالطبع لا... والسبب لانهم يعملون مجبرين تحت طاعة هؤلاء المقاولين، والمقاولون انفسهم يخافون من مساءلة تلك الشركات التي معظمها لاترحم ولا تقدر الظروف القاسية التي يعيشها هؤلاء العمال...
ما نريد قوله هنا ان قرار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قد جاء صائباً وفي محله وخطوة في الاتجاه الصحيح وخصوصاً لهؤلاء العمالة الوافد هؤلاء البسطاء الذين يبحثون عن قوت يومهم وسط الظروف القاسية سواء في فصل الصيف او الشتاء، وما يسعدنا ان تطبيق القرار قد لاقى قبولاً واستحساناً كبيراً من شركات عدة لديها مرونة في التعامل مع هؤلاء العمال وتعمل بضمير وحس انساني كونه جاء ملائماً ومراعياً للصالح العام، فضلاً عن انه جاء متوافقاً مع التزامات الكويت الدولية نحو مراعاتها لحقوق الانسان وعدم انتهاك حقوق العمالة الوافدة بصورة خاصة وحقوق الانسان بصورة عامة، ومن يخالف ذلك فعليه ان يتحمل العقوبات، ونقترح على الشركات التي تكرر ارتكاب هذه المخالفات ان تزيد العقوبة عليها الى حد وقف ملفاتها في الوزارة المعنية لتتم احالتها الى القضاء.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك