على غرار ماحدث فى الاتحاد السوفيتي، سعاد المعجل تطالب بـ'بروسترويكا'كويتية لمراجعة كل أسباب إخفاقاتنا السابقة قبل اي محاولة بناء او اصلا او تعيين لوزير او انتخاب لنائب!
زاوية الكتابكتب مارس 25, 2008, منتصف الليل 525 مشاهدات 0
بيرسترويكا كويتية!
سعاد المعجل
مع استقالة الحكومة وحل مجلس الامة.. يعود السؤال حول الاسباب وراء تكرار مشهد الاخفاق السياسي المتمثل في فقدان التعاون بين السلطتين.. الذي ادى الى تجميد كل مشاريع التنمية والاصلاح في البلد ودخول الدولة بمؤسساتها نفق اللا استقرار والفوضى.
ان تغيير الاسماء في الحكومة.. او اجراء انتخابات الدوائر الخمس.. لن تؤدي الى خروجنا من هذا النفق.. ما لم تسبق ذلك حركة اصلاح جادة وحازمة.. بمعنى آخر نحن بحاجة الى «بيرسترويكا» كويتية تعيد ترتيب الاوضاع في البلاد من الفها الى يائها!
واول ما يجب ان تطاله حركة الاصلاح هذه هو قناعتنا بالحرية.. وبحقوق الآخرين في التعبير والتصرف والفكر والحركة وبصرف النظر عن اختلافنا مع نهجهم!
الاختلاف، سواء داخل مجلس الامة او ضمن المؤسسات والوزارات والافراد، هو امر طبيعي جدا، بل ان الاختلاف هو المحرك الاول نحو التغيير، وبالتالي الامعان في اصلاح الاوضاع بشكل توافقي يؤمن للجميع حقوقهم!
الاختلاف اذا ليس هو السبب وراء غياب التعاون بين السلطتين اواستقالة الوزارة او حل مجلس الامة.. وانما السبب الحقيقي يعود الى غياب ثقافة احترام الحريات وحقوق الآخرين من اجندة الحكومة ومجلس الامة.. وهي الثقافة التي تشكل جوهر الديموقراطية بمعناها الشامل.. ولعل في الجدل الذي دار حول قانون منع الاختلاط اخيرا خير دليل على ذلك! فالتعصب الذي مارسه البعض في ابداء رؤيتهم لمسألة الاختلاط.. الغى من حواره اي فرصة تجيز للطرف الآخر رؤية مخالفة.. ومغايرة!
«البيرسترويكا» وفقا للنسخة الروسية الاصلية تعني اعادة تقييم ومراجعة شاملة لما هو قائم من اوضاع قبل اي محاولة للبدء بالاصلاح او بالبناء!
وانطلاقا من ذلك فان «البيرسترويكا» الكويتية ستتطلب اولا اعادة نظر ودراسة جيدة ومفصلة للاسباب التي دعت الى هذا التكرار المؤسف في المشهد السياسي، وذلك قبل اي محاولة لاعادة بناء الحكومة او المجلس!
واول ما يجب الوقوف عنده بتجرد وحزم وجدية هو القوانين المنظمة لشؤون الدولة والبشر! هذه القوانين التي تحوي من الثغرات والمخارج اكثر مما تحويه من مواد.. وتعاني من اختراقات وتجاوزات اصبحت هي القاعدة لا الشذوذ!
كان الرئيس الروسي غورباتشوف ومن خلال كتابه «بيرسترويكا» في ثمانينات القرن الماضي، يأمل في ان يقوم الاتحاد السوفيتي بعملية تقييم شاملة وجادة لاخطائه قبل البدء بعملية اصلاح للنظام الاشتراكي! وقد تطلبت عملية اعادة التقييم تلك اولا مجاهرة ومصارحة ومكاشفة (غلاسنوست) كاملة بطبيعة الاخفاقات واسبابها.
ونحن اليوم في الكويت اصبحنا وبعد كل هذه الفوضى، والجمود في مشاريع التنمية وفي جميع المجالات.. بحاجة ماسة الى «بيرسترويكا» محلية.. تتأمل.. وتراجع.. وتقيمّ. الوضع في الكويت.. واسباب اخفاقات مسيرتنا السابقة.. قبل اي محاولة بناء.. او اصلاح.. او تعيين لوزير.. او انتخاب لنائب! لعلنا، وفي ظل مراجعة شاملة بهذه الصورة، نخطو اولى خطواتنا خارجنفق الفوضى.. والجمود!!
تعليقات