الادارة الحاكمة خربت ثقافة الناس وفكرهم، فلم يعودوا يعرفون غير كلمة «هات» فقط ونسوا تماما كلمتي «خذ» يا وطن..؟!..سؤال وجيه يطرحه حسن العيسى

زاوية الكتاب

كتب 471 مشاهدات 0



 

خذ يا وطن 
  إزالة الدواوين وعلاوة الخمسين دينارا واسقاط القروض هي الوحش ذو الرؤوس الثلاثة الذي لابد ان يرعب الحكومة القادمة، ويتحول الى مصدر ازعاج لا ينتهي لديها، اذا حدث وقدر ان اتت مثل تلك الحكومة المهمومة بمستقبل الدولة وقضية التنمية، والتنمية الانسانية تحديدا، لكن ان طلعت على شاكلة ما سبقها من حكومات «تصريف العاجل من الامور»، أي حكومة ترقيع وقطع ولصق، فلن تعاني ابدا من وجع الرأس القادم، ولن تكترث لاستنزاف المستقبل من اجل التطلعات الاستهلاكية اليومية وضرب القانون بعرض الحائط، وستجد لها الحلول الوسط التي تقايض بها مشاريع التنمية وضمان الغد مقابل صمت واسترضاء نواب الدوائر الخمس المحتملين. وهذا هو الفساد الاكبر.
بعد رميات بورمية في اسقاط القروض وتوسلات نواب كسر انف حكم القانون لشيوخ الديرة لتناسي ازالة الدواوين المخالفة وبعد المطالبات «الوطنية» العظمى بعلاوة الخمسين، لن يجد المرشحون غير تلك القضايا الشعبوية للمزايدة عليها في حملاتهم الانتخابية ولسلخ جلد الحكومة السابقة، وقد كتب ذلك احد محرري «القبس» في ملاحظة ذكية منه، لكن ما العمل؟ فهذه هي السياسة في عالم «المائة دولار لبرميل النفط» الكويتي، وهذه هي الديموقراطية بالاخراج العشائري الريعي..!
تلك المسائل الحياتيه سيتبناها، دون جدال، المرشحون التقليديون من محافظين اسلاميين كانوا ام من تكتلات شعبوية ارتدت الواناً مختلفة، لكن ماذا سيقول المرشحون الواعون لأزمة وأزمات الدولة وادارتها لجمهور القاعدين في مخيماتهم الانتخابية؟ بماذا سيلهبون مشاعر الناخبين المصطفين خارج مقراتهم الانتخابية في امسيات ساخنة يهطل العرق متدفقا على رقاب الجالسين ينتظرون كوب ماء بارد الآن او وعدا ساخنا لبرلمان قادم لا تفرقة فيه بين «جرسونات» المطاعم ونواب الامة، فكلهم يسجل الطلبات بسعة صدر وعلى اتم استعداد لتوصيلها للمنازل؟ ماذا سيقول نواب الامل لجمهورهم بعد ان خربت الادارة الحاكمة ثقافة الناس وفكرهم، فلم يعودوا يعرفون غير كلمة «هات» فقط ونسوا تماما كلمتي «خذ» يا وطن..؟!
حسن العيسى

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك