ناصر المطيري يستغرب موقف نواب المجلس المنحل الذين هاجموا بيان المليفي ودافعوا عن رئيس الوزراء، وبمجرد الحل خلعوا بيعتهم له وانبروا فى وصف الحكومة بكل أدوات الضعف، ويرى ذلك استخفافا بعقول الناس

زاوية الكتاب

كتب 522 مشاهدات 0


 

 

من هم رجال المرحلة القادمون؟!
ناصر المطيري 

 
عندما هاجم النائب السابق أحمد المليفي الحكومة وطالب رئيسها بالاستقالة ووصفها بالتردد والتخبط انبرى العديد من النواب من «حلفاء المرحلة» بالدفاع عن رئيس الحكومة بقوة والى ابعد مدى حتى كاد ان يتحول هجوم ونقد المليفي لرئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الى مبايعة وتأييد «لرجل المرحلة».

ولم تكد تمضي اثنتان وسبعون ساعة حتى يقدم الوزراء استقالتهم ثم يقول حضرة صاحب السمو كلمة الحل والفصل وبعدها انقلبت الموازين واختلطت اوراق اللعبة وبدأت صناديق الاقتراع تلوح في عيون النواب وخيالاتهم.

هنا كان المشهد مثيراً للشفقة والضحك في آن واحد! فقد رأينا تدافع وتزاحم نواب المجلس المنحل «للانتصاب» أمام كاميرات وميكروفونات الفضائيات لينصب غضبهم ونقدهم العارم على الحكومة ورئيسها، ووصفها النواب الحكوميون قبل المعارضين بأنها ضعيفة مترددة متخبطة فاسدة و.... و... والى اخره من قاموس النقد النيابي وبدت الصورة وكأن الاعضاء المبايعين بالأمس القريب يخلعون بيعتهم لرئيس الوزراء! ماذا حدث هل هو انقلاب سياسي في المبدأ والموقف؟ ام هو استغفال بعقول الناس؟ أم هي قواعد اللعبة الجديدة ومتطلبات صندوق الانتخابات؟!

لست هنا في موقف الدفاع عن رئيس الحكومة ولا تأييد طرح المليفي فلي رأيي ونقدي المعلنان مسبقاً للرجلين بل هي وقفة تأمل بعين راصدة وعقل واع لما سنعيشه في الأيام المقبلة من مشهد انتخابي ضخم تختلط فيه المواقف وتتغير الوجوه وتتبدل التحركات وتتحالف القوى وترتفع وتيرة المزايدات وسط أضواء مبهرة من الفضائيات ومانشيتات بطولية تنطلق من مقار الانتخابات تدغدغ المشاعر وتستجدي الأصوات!!.. لاشك ان لهذا المشهد الحافل بالصوت والضوء تأثيره المبهر على العيون والعقول فيغيب الاختيار الموضوعي المجرد وتسود العاطفة ويعلو صوت التعصب للفئة والطائفة والقبيلة والتيار..

لذلك لابد من تقييم الاختيار بوعي وادراك ومقارنة موضوعية للمواقف والكلمات «المتقلبة» قبل واثناء وبعد الانتخابات حتى يكون الاختيار مبرئاً لذمة المواطن امام ربه ثم وطنه.. فكلنا نشترك في الشعور والتذمر من حالة الاستياء جراء تردي الوضع السياسي وغياب التنمية التي تاهت في ضجة الصراع وارتفاع مؤشرات الفساد وغياب القرار وامتهان القانون والقائمة تطول وهذا ما عبر عنه والدنا صاحب السمو بالقول بأن صبره نفد من انتظار ان ترقى مصلحة الوطن فوق كل المصالح إلا ان ذلك لم يحدث.. فهل سنشارك في ارتهان ارادتنا و«خيانة اختيارنا» وصم آذاننا عن التوجيهات السامية الأبوية من أميرنا على حساب استقرار الكويت ونمائها؟

لست في وارد التنظير وطرح المثاليات ولكن هو الهاجس واستشعار الخطر والخوف على المصير والمستقبل ما يدفعنا للوقوف امام مسؤولياتنا بضمائر حية لاختيار «رجال المرحلة» القادمة

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك