'لعب عيال'.. سعد الهاجري منتقداً ما تقوم به الحكومة مع البرلمان
زاوية الكتابكتب يونيو 3, 2012, 12:54 ص 802 مشاهدات 0
عالم اليوم
نقطة نظام / لعب عيال
سعد حوفان الهاجري
الأصل في العلاقة بين الحكومة والمجلس علاقة قائمة على الإنجاز والتوافق والإتفاق على ما فيه مصلحة للوطن والشعب، وعندما يعرض أي موضوع ويتم تداوله ومناقشته ثم تعديله، ثم تتفق الحكومة مع المجلس على تمريره والتصويت عليه يمر القانون بعدها مرور الكرام بموافقة الحكومة ومباركتها ومباركة رئيسها، وهي لم تصرّح لا قبل القانون ولا بعده بنيتها بالرفض.
إن ما يتم تداوله من نية الحكومة رد قانونين وافق عليهما المجلس بالتوافق مع الحكومة، وهما قانون “تغليظ العقوبات على المسيء للرسول” وقانون “جامعة جابر” والأسباب في حقيقة الأمر واهية وركيكة وضعيفة، أحدهما والمتعلق في تغليظ العقوبة تجاوزه آراء فقهية وتفريقه بين أبناء المجتمع وطعنه بمذاهب دينية، وحجتهم في الثاني أن هناك أكاديميين يعارضونه لوجود ملاحظات تستحق النظر، فعلا ما تقوم به الحكومة “لعب عيال” عندما تأخذ وقت المجلس وتضيع جلسات المجلس للنقاش على مشروع قانون هي في الأصل مبيتة النية لرده، هذا غير اللجان البرلمانية التي تدارست القانونين وأخذت وقتا وجهدا للتوصل إلى صيغة توافقية، وتخرج الحكومة وتصرح بأنها لن ترد القانون وبعدها تتداول أخبار بردها للقوانين فهذا والله هو “لعب العيال”.
إذا تم رد القانونين من قبل الحكومة فإن الحكومة برئيسها لا تستحق البقاء، ومن كان من الوزراء المعنيين فيهم لديه ذرة حياء لا يبقى على كرسيه، لأن في هذه الحالة سبب الرد أمران لا ثالث لهما أما أن الحكومة تناقش مواضيع لا تفقه فيها ولا تعلم بأي امر يتحدثون، أو أن وزراء هذه الحكومة مسلوبو الإرادة وليس لهم حظ من مناصبهم سوى الأسماء فقط، وأنهم موظفون بدرجة وزير، وليسوا قياديين على مستوى الكفاءة .
إن ما تقوم به الحكومة أمر تستحق عليه المساءلة وتكون موجهه إلى رئيسها بالذات، لأنه إذا تم التعامل من قبل الحكومة بهذا الأسلوب والطريقة، فسوف تكون هناك إشكالية كبيرة في التعامل مع حكومة مسلوبة الإرادة، عندما نطلب أن يوّزر رجال دولة فعليين وعلى قدر من الكفاءة واحترام المبدأ، نكون محقين فيما نطلب لأن أي وزير يحترم نفسه يجب أن يتخذ قراره بعد أن يتم الاتفاق عليه وصياغته صياغة توافقيه فعليه الدفاع عن مشروعه وفكرته وقناعاته.
****
كتلة الأغلبية أيضا لديها “لعب عيال” عندما تتفق الأغلبية على عدم تقديم أي استجوب إلا بعد موافقة الأغلبية وبعدها يخرج علينا نائب ويقدم استجوابا استباقيا حتى وإن كان صحيحا في محاوره ولكن يمكن سيء في توقيته فعليه احترام رأي الأغلبية لأنه انضم إليها- أي الأغلبية- بمحض إرادته فعليه أن يحترم رأي الأغلبية في الكتلة، وإن كان يريد أن يغرد منفردا فله ذلك ولا يصرح بأن رأيه رأي الأغلبية لأن ما يقوم به “لعب عيال” فلا ينزعج إذا لم يجد من يقف معه أو يؤيده، لأن الهدف من تكوين الأغلبية هو تحقيق طموح الأغلبية من الشعب، وعليه ما يصدر من الأغلبية يمثل الأغلبية من الشعب، والنائب المنفرد في قراره يمثل شريحته الخاصة ورأيه الخاص، فنحن ليس لدينا استعداد لضياع الوطن من أجل اجتهادات شخصية فردية، لأن كل عمل لا ينجح بالتفرد ولكن بالعمل الجماعي يتحقق المشروع الوطني.
تعليقات