فواز المطرقة لـ'سعد العبدالله': بلدك وشعبك لن ينساك أبد الدهر

زاوية الكتاب

كتب 1010 مشاهدات 0


عالم اليوم

رأي الأمة  /  فارس التحرير... ورجل دولة

فواز ملفي المطرقة

 

سخر الله - سبحانه وتعالى - لكل زمان ومكان رجالا، وهبوا أنفسهم لخدمة ارضه و خلقه، والسهر على راحة عباده، فكانوا مصدر الأمن والأمان بعد الله  ومبعث الطمأنينة في نفوس الناس.
منذ بضعة أيام مرت علينا ذكرى رجل من هؤلاء الرجال، وفارس من فرسان الكويت، إنها ذكرى رحيل رجل الشرعية وفارس الكويت، المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم المبارك الصباح  حفيد اسد الجزيرة العربية ، طيب الله ثراه، وكان المغفور له بإذن الله تعالى قد ولد في عام 1930، وهو الابن الاكبر للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله السالم المبارك الصباح أمير الكويت الأسبق الملقب بأبي الدستور ، وقد تلقى تعليمه في المدرسة المباركية. 
وإذا كان الله - سبحانه وتعالى– قد اكرم الكويت على مر عصورها بأن وهبها رجالا كثر وهبوا حياتهم لها، فكانوا فداء لأرضها وسدا منيعا يقف حائلا بينها وبين الطامعين بها .
فقد كان المغفور له بإذن الله تعالى الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله في مقدمة هؤلاء الرجال، فقد كان قائدا من الطراز الفريد وقد تميز بحبه الكبير للكويت وتضحياته الكثيرة لشعبها والتي لم تتوقف طوال حياته، وقد سجلت الأيام بطولاته ،  وسطر صفحات ناصعة في تاريخ الكويت.وشهد له القاصي والداني من دول العالم .
لقد قضى المغفور له بإذن الله تعالى أكثر من خمسة عقود حافلة بالعطاء والتضحيات والإيثار، قدم فيها الجهد والوقت خدمة لأبناء الكويت. 
ففي عام 1949م عين سمو الامير - رحمه الله - في دائرة الشرطة العامة حين كان في بداية العشرينيات من عمره، ثم تم ايفاده إلى بريطانيا للدراسة في العلوم العسكرية  ثم التحق بعدد من الدورات الخاصة في شؤون الأمن والشرطة، وبعد أربع سنوات عاد عام 1954م  تخرج برتبة ضابط، ولما كانت الكويت على مشارف الاستقلال، فقد أصدر المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله السالم الصباح – أمير الكويت الأسبق، قرارا يقضي بدمج دائرة الشرطة والأمن العام، وقد عين المغفور له بإذن الله تعالى الأمير بعد عودته من بريطانيا نائبا لدائرة الشرطة، وظل يشغل هذا المنصب حتى عام 1959م.
وبعد الاستقلال وفي 17 يناير 1962 عين وزيرا للداخلية وذلك في أول حكومة تشكل في الكويت، وكان من أبرز إنجازاته في هذا الوقت تشكيل لجان الدفاع المدني لحماية المنشآت الحيوية والصناعية وتنظيم الإقامة للوافدين والجنسية الكويتية  وحماية الحدود البرية والبحرية من المتسللين.
كذلك كان – رحمه الله - عضوا في المجلس التأسيسي المناط بوضع الدستور.
وقد عين وزيرا للداخلية ووزيرا للدفاع في ثالث حكومة في الكويت (والثانية بعد وضع الدستور) والتي شكلت في 6 ديسمبر 1964، وظل يتولى مسؤولية الوزارتين حتى توليه رئاسة الوزراء.وولاية العهد .ففي 31 يناير 1978 اصدر صاحب السمو رحمه الله  الشيخ جابر الاحمد الصباح مرسوما بتعيينه وليا للعهد ، وتسلم رئاسة الوزراء في الفترة من 16 فبراير 1978 وحتى 13 يوليو 2003، وقد قام خلال تلك الفترة بتشكيل عشر وزارات متعاقبة، وكان بحكم منصبه رئيس المجلس الأعلى للدفاع، ورئيس مجلس الخدمة المدنية، ورئيس المجلس الأعلى للإسكان، ورئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ورئيس مجلس الأمن الوطني، ورئيس المجلس الأعلى للتخطيط.
إن حياته – طيب الله ثراه – كانت بمثابة توثيق الحقيقة لتاريخ الكويت الحديث فقد كان المغفور له بإذن الله تعالى مشاركا اصيلا وفاعلا حقيقيا في كل مراحل النهضة التي شهدتها الكويت منذ بدايتها–-، ويذكر له التاريخ وهو في سن الشباب مواقفه الباسلة إلى جانب والده الشيخ عبدالله السالم - رحمه الله - وذلك في التصدي لمحاولات الاعتداء على الكويت من قبل حاكم العراق آنذاك عبدالكريم قاسم في عام 1958، ضاربا بذلك أعظم الأمثلة على الوفاء للوطن والإخلاص لأبنائها والنضال من أجل رفعته.
لقد كان– رحمه الله – عرف عنه الشجاعة والصلابة وقوة القرار ورجل المواقف والاحداث الصعبة وايضا الارتجالية في الخطابة في هذه المواقف،  وكان محبا صادقا ذا قلب حنون وكم فاضت عيناه حبا لوطنه وشعبه. حتى أنه منذ 22 أكتوبر 1979 بدأ بلقاء أبناء الشعب في مكتبه في كل يوم اثنين، كما كان يستقبل الناس في ديوانه في قصر الشعب مساء كل يوم أحد.
إن المتتبع لسيرة الراحل في الذكرى الرابعة لوفاته لا يسعه إلا أن يقف احتراما لهذا الرجل العظيم فهو رجل دولة بما تحمله هذه الكلمة . ويستذكر الجهود الجبارة التي  بذلها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سعد العبدالله في سبيل الذود عن الكويت وحمايتها من الاطماع الخارجية والتأكيد على وحدة صف شعبها ولحمته. ولايفوتنا ان نذكر العمل البطولي من بداية الغزو الغاشم من العراق وحتى  تحرير الكويت ، فعند دخول الجيش العراقي اتجه فورا الى غرفة العمليات الحربية في وزارة الدفاع لاصدار الاوامر للدفاع عن الكويت ، وقام بتوجيه خطاب للشعب الكويتي عن طريق الاذاعة ومن ثم توجه الى شرعية الكويت اخيه الذي يكن له حبا شديدا صاحب السمو رحمه الله الشيخ جابر الاحمد الصباح ، فقام على الفور باخراجه ومرافقته الى خارج الحدود الكويتية . ومن ثم بدأت جهوده الجبارة لتحرير الكويت ، والتي اجتهد بها دون كلل أو ملل .فطاف اغلب دول العالم لشرح القضية الكويتية مناديا بالشرعية حتى تحررت الكويت  . وقد ضحى بصحته وبكل غال ونفيس من اجل قضية بلده وشعبه .فرحمك الله ياسعد الكويت . فإن بلدك وشعبك لن ينساك أبد الدهر .فتاريخك وأفعالك محفورة في قلوب اهل الكويت الاوفياء .واخيرا نستذكر  مقولتك  الشهيرة :
نموت وتحيا الكويت 
اللهم احفظ الكويت وأهلها من كل سوء . والله الموفق

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك