د.وائل الحساوي: ذبحنا بقرة (كي داو) فأصابتنا لعنتها!

الراي

نسمات  /  ذبحنا بقرة (كي داو) فأصابتنا لعنتها!

د.وائل الحساوي

 

قدم وزير الطاقة البريطاني كريس هون استقالته بعدما تم اكتشاف استخدام اسم زوجته بمخالفة سرعة سيارة لكي لا يتم حظر قيادته للسيارة، بينما استقال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس بسبب التمكين لصديقه من استغلال علاقته به لتحقيق مكاسب شخصية.
اما الدكتور عادل الصبيح فقد استقال من وزارة النفط بسبب حريق آبار الروضتين الذي لم يكن له به شأن، لكن الاغرب من كل ذلك هو ما ذكرته وكالات الانباء عن اعدام وزير صيني بتهمة الفساد وتقاضي رشوة من شركات صناعة الادوية في العام 2007، كما امرت المحكمة ببيع اعضائه.
ان تحمل المسؤولية السياسية هو نهج قويم تقوم به المجتمعات المتقدمة ويمثل قمة الشفافية والتجرد، اما في حال كارثة الداو التي تمثل هرما من القرارات الخاطئة والتخبط والتي جرت على البلد خسائر تزيد على 2.17 مليار دولار عدا مبالغ اخرى مضافة، وخسرنا ارباحا كبيرة كانت الصفقة ستجرها علينا. والنتيجة في تلك الكارثة هي اننا بدأنا نتقاذف كرة النار ويلقي كل منا الخطأ على الآخر، فالنواب يلومون الحكومة والحكومة تلوم النواب والحكومة السابقة، وفي النهاية سيتم تسجيل القضية ضد مجهول كالعادة وسيدفع المواطن الكويتي ثمن ذلك التخبط.
ان كارثة بهذا الحجم تتطلب استقالة جماعية للحكومة واستقالة للنواب المزعجين الذين هددوا الحكومة السابقة ان لم تلغ الاتفاقية، كما ان رئيس الوزراء السابق ووزير النفط والمجلس الاعلى للبترول والمديرين التنفيذيين الذين ساهموا في فرض ذلك الشرط الجزائي المجحف بحق الكويت لا بد من ملاحقتهم ومحاسبتهم حتى لا تضيع اموالنا هدرا.
يحدثني احد الاخوة نقلا عن احدى قيادات النفط الذين عاصروا الصفقة المشؤومة بأن الشخصيات الظاهرة على الشاشة امامنا ليست هي المسؤولة وحدها عن هذا التخبط وانما كذلك مجموعة من أصحاب الشركات والمصالح الذين ضغطوا على رئيس الوزراء السابق بقوة لإلغاء الصفقة طمعا في ان يفوزوا هم بالغنيمة، وقد ملأوا صحافتهم بانتقاد الصفقة قبل توقيعها وبعد توقيعها، وبالطبع فإن لكل تاجر ومتنفذ نوابه الذين يأتمرون بأمره ويقبضون المقسوم مقابل دفاعهم عن مصالحه.
وهكذا فإن دم الصفقة قد يوزع على القبائل والكل يسعى لاتهام الآخرين وتبرئة نفسه، فهل تبادر حكومتنا الى قص الحق من نفسها إما بالاستقالة وإما بعملية جراحية خطرة تستأصل بها الورم السرطاني في جسد الكويت لكي تنقذ ما تبقى لنا من اموال وسمعة امام العالم؟!