قطر كما يراها سامي الخرافي 'نموذج يحتذى به'
زاوية الكتابكتب مايو 26, 2012, 1:02 ص 1201 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / قطر نموذج يحتذى
سامي الخرافي
عندما قام الرئيس الراحل أنور السادات بتوقيع معاهدة سلام في كامب ديفيد مع إسرائيل في العام 1979 وقام بزيارتها، استنكرت كثير من الدول العربية حينذاك هذا الموقف، وقطعت علاقتها مع مصر، وكانت قطر من ضمن تلك الدول التي اتخذت الموقف نفسه، مما جعل الرئيس السادات يقول عن قطر غاضبا: «بانها كشك في الخليج».
تذكرت هذه المقولة وانا أتحدث مع صديق عزيز «بوعبدالله» عن سبب زياراته المستمرة لدولة قطر الشقيقة، حيث قال: ان ما وصلت إليه هذه الدولة الآن من نهضة وتنمية اقتصادية سريعة «اللهم زيد وبارك»، وتطوير صناعاتها في مجال النفط والغاز من خلال إستراتيجية متكاملة وواضحة ووجود الرؤية والهدف جعلها تحتل مرتبة متقدمة ضمن الدول المصدرة للغاز في العالم، وقد حرصت على الاستفادة من احتياطاتها من النفط والغاز وسخرتها في الكثير من المجالات والقطاعات الصناعية والتجارية وتطوير البنية التحتية الكفيلة بتحقيق التنمية والتطور وبناء دولة حديثة يشار لها بالبنان.
وقد اطلقت قطر الاستراتيجية الوطنية التنموية للفترة من 2011 إلى 2016 لتحقيق نمو متوازن يضع في الاعتبار ما تحتاجه الأجيال القادمة والاستخدام الأمثل للموارد، وقد شملت هذه الاستراتيجية برامج ومشاريع تعزز الاستثمار في التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، وكل هذا جعل قطر الشقيقة مرشحة لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في منطقة الخليج، وتذكرت بهذه المناسبة، في العام 2010، اني كتبت مقاله بعنوان «تنمية أزمة.. أم تنمية أمة» عندما أقر مجلس الأمة في الكويت بالإجماع خطة للتنمية حظيت وقتها بقبول حكومي ونيابي وشعبي واسع، وتفاءلنا وقلنا إن الكويت ستصبح مركزا ماليا وتجاريا مهما في منطقة الخليج، إلا أن ما حدث أن خطتنا التنموية، التي رصدت لها ميزانية ضخمة، لم تعد تذكر إلا في المناسبات، ولم نجد حتى الآن ما يترجم هذه الخطة على أرض الواقع، والله يستر ألا تنسى هذه الخطة بعد فترة من الزمن وتصبح من مخلفات الماضي.
ما يحدث في قطر الشقيقة الآن جدير بالاحترام والإعجاب، والاقتداء به، حتى إن إحدى الصحف الفرنسية «لوموند» قالت «إن قطر تشتري العالم» في إشارة إلى استثماراتها الخارجية في معظم دول العالم وفي كل المجالات، وها هي تفوز باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم العام 2022، وهو ما سيجعلها تطلق مشاريع هائلة تتناسب مع هذا الحدث الكبير.
فتحية للأشقاء في قطر وهنيئا لهم ما هم فيه، وما وصلوا إليه، وكم كنت أتمنى لو أن الرئيس السادات لايزال على قيد الحياة ليرى كيف أصبحت قطر نموذجا للتنمية ستكون له انعكاساته على مستوى منطقة الخليج العربي إن لم يكن على مستوى الوطن العربي.
تعليقات