الكويت كما يراها ناصر المطيري «بلاها في بطنها»
زاوية الكتابكتب مايو 23, 2012, 12:35 ص 895 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / بلاها في بطنها!
ناصر المطيري
التذمر في الكويت حالة عامة الكل يتذمر من كل شيء، ناس تتذمر من الحكومة وأعضائها وناس تتذمر من مجلس الأمة ونوابه، الموظفون والمعلمون يتذمرون من كوادرهم، الطلبة يتذمرون من المعلمين والمناهج، الناس في الشارع تتذمر من الازدحامات واختناقات الطرق «السريعة»، التجار يتذمرون من الكساد رغم ارتفاع أسعار النفط، صغار المستثمرين متذمرون دائما من البورصة التي شفطت جيوبهم، الكل يشتكي من القوانين والقوانين نفسها تشتكي من التجاوز وعدم التطبيق، الناس تتحدث عن الفساد المتفشي ولاترى رؤوسه ولا رموزه، الجميع يتذمرون من الاعلام وصحفه وفضائياته التذمر في كل شيء ومن كل شيء هو سيد الموقف في البلد، هل هي مبالغة أم واقع ياترى؟!
ولو دققنا النظر بشكل موضوعي في الحالة العامة للبلد لوجدنا أن الكويت «بلاها في بطنها» أصبحنا نعاني من فساد متعدد الأوجه سياسي واقتصادي واداري تفوح رائحته في كل مكان، له دافع ولايجد له رادع والفاسدون تقدموا الصفوف واعتلوا منابر السياسة والدين ويتمتعون بغطاء من اعلام رخيص ممول من جيب الفساد أيضا.
وتعاني الكويت من تفتت مجتمعي غير مسبوق، تمزق الناس الى طوائف وفئات وشرائح، ولدينا تشرذم في المؤسسة التشريعية وتصادم في الأجندات النيابية وشخصانية في الصراعات وتصفية حسابات، وتتفشى حالة من اللامبالاة والأنانية وتغليب المصلحة الشخصية على مصالح الوطن والناس..
البلد بلا خطة، وحتى خطة التنمية التي تم سنها بقانون قبل عامين لم نلمس لها أثرا ولا أثيراً، كل شيء على حاله فالسكان يشتكون من الاسكان والمرضى يهاجرون لمصحات الغرب والشرق فالعلاج عندنا موجود مفقود، التعليم هو الآخر أزمة مزمنة تخبط في المناهج، وجامعة لاتستوعب الطلبة شعبها مغلقة منذ ثلاثين عاما..
المشهد الاعلامي في الكويت لايقل بؤسا عما سبق، اعلام رداح قداح تذبح على مقصلته الوحدة الوطنية كل يوم وصارت بعض الصحف والفضائيات مرتعا آسنا لكثير من الطارئين التافهين وسقط القوم الناعقين بلاخجل ولا وجل.
كل ماسبق من عناوين عريضة شكلت شعورا عاما لدى الناس ، فهل من تحرك مسؤول وسريع ممن يعنيهم أمر البلد وانقاذ ما تبقى من الكويت الجميلة قبل أن تستشري الندوب والأورام الخبيثة في جسدها ووجها الجميل؟ لعل وعسى.
تعليقات