هل تكرر إيران سيناريو صدام للخروج من العقوبات الدولية؟

عربي و دولي

519 مشاهدات 0



بسبب رفضها وقف تخصيب اليورانيوم في إطار برنامجها النووي,وافقت 14 دولة على قرار مجلس الأمن الدولي رقم  1803 وامتنعت فقط إندونيسيا عن التصويت على فرض مجموعة جديدة من العقوبات على إيران . وتضمنت الحزمة الثالثة من العقوبات حظرا على التبادل التجاري مع إيران للسلع ذات الاستخدام المزدوج العسكري و المدني. حيث يسمح القرار بعمليات تفتيش للشحنات البحرية والجوية من وإلى إيران في حالة وجود أي اشتباه في انها تتضمن السلع التي تتضمنها العقوبات. كما يدعو القرار أيضا جميع الدول للحذر فيما يتعلق بتوقيع اتفاقات تجارية مع إيران أو تقديم أي التزامات بما في ذلك فتح الاعتمادات وتقديم الضمانات أو عمليات التأمين. قد قرر مجلس الأمن مراقبة أنشطة بنكي 'ميلي' و'سيدرات' الإيرانيين وأضيفت 12 شركة و13 مسؤولا إلى قائمة تجميد الأرصدة وحظر السفر للاشتباه في صلتهم بالبرنامجين النووي وتطوير والصواريخ البالستية.
القراءة الأولى للقرار تظهر بما لايقبل  الجدل  أن المجتمع الدولي لا يوافق على البرنامج النووي الإيراني و لايثق بعهدات طهران ، وقد كان رد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي على هذا القرار قوله: 'لقد علمنا التاريخ أن أي ضغوط أو تهديدات فشلت في إجبار أمتنا على التخلي عن حقوقها المشروعة'.
ولابد أن نشير إلى أن تبعات القرار سوف تصل إلى المواطن الإيراني البسيط ، لأن الأنظمة الشمولية لاتتردد في تحميل مواطنيها تبعات سياساتها ، ولدينا في ذلك أمثلة كثير لعل أقربها إيران نفسها عندما حوصرت اقتصاديا خلال الحرب العراقية الإيرانية ،وجرى تحميل الشعب شظف العيش بدعوى التضحية والفداء وغيرها .
والسؤال االملح هو: كيف ستحصل إيران على على ضرورياتها القصوى  من العالم -وهي لا تستطيع الاستغناء عنه- في ظل هذا الحضر؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من أن نشير الى  إن النظام البائد في بغداد تعرض لحزمات متدرجة وكثيرة من العقوبات الاقتصادية والتي شلت من حيز المناورة لدى رجال وأموال المقبور صدام . وقد امتدت تلك العقوبات من 1991م الى 2003م ،وكان للطاغية مناورات وصدامات عدة مع المجتمع الدولي للخروج من حبل الحصار الذي ضيق عليه . وقد كانت الكويت هي الثغرة التي حاول الخروج منها رغم الدرس القاسي الذي تلقاه في حرب تحرير الكويت 1991م ، لكن ذلك لم يمنعه من زج جحافل بقية جيشه المهلهل في حشد على حدود الكويت عام 1994م  .وقد أفاد وزير التصنيع الحربي حسين كامل أثناء هروبه المؤقت الى الأردن ان ما جرى في 94 كان غزو جديد للكويت لولا وقوف الكويت وحلفاءها في وجهه.
إن دفع إيران لدول مجلس التعاون لتكون في معسكر الولايات المتحدة إستراتيجية تحدث عنها الكثير من المراقبين ، وكان هدف ايران ان تأخذ هؤلاء الحلفاء الضعاف لواشنطن كرهائن تفاوض بهم المجتمع الدولي من خلال الأعمال الإرهابية او الصواريخ البالستية او بمضايقة البعثات الدبلوماسية او بالادعاء بتبعية اجزاء من الخليج لأيران .
فهل تكون دول مجلس التعاون مجتمعة او فرادى هي الثغرة التي ستنفذ منها إيران من العقوبات الدولية، أم أن مصيرمحاولاتها سيكون كمصير محاولات الطاغية صدام خلال 13 عاما .
فايز الفارسي -الدوحة

تعليقات

اكتب تعليقك