التكفير بالكويت أصبح تقليداً والتدخل في حريات العباد موضة.. العتيبي متعجباً
زاوية الكتابكتب إبريل 23, 2012, 12:08 ص 858 مشاهدات 0
القبس
رأي / الكويت... بلد المتناقضات
غسان سليمان العتيبي
سافرت شرقا وغربا.. واختلطت بعباد الله على اختلافهم.. ورأيت الناس يعيشون، كل على هواه.. فهذا يصلي ويعبد الله.. وهذا يعاقر الخمر ويعشق النساء.. وآخر يرى أن البقرة لها قدسية عالية.. وآخر يسجد للشمس واهبة الحياة.. ورغم كل هذا التنافر الشديد والاختلاف الشديد لم نسمع يوما أن أحدهم عاب على أحد.. ولا هناك تدخل في حريات ولا خلق أزمات.. بين البشر.
أما هنا في بلاد العجائب، فقد بات التكفير تقليدا.. وبات التدخل في حريات العباد موضة، فالسلفي المتشدد يرى أن المتبرجة كافرة، ولا يحق لها أن تتقلد مناصب سياسية، ولا يحق لها عضوية في مجلس الأمة الموقر.. وأقصى ما تستحق أن تجلس في البيت وتطبخ مجبوسا واكلات شهية.. اما الليبراليون المتحررون، فهم يرون أن أصحاب اللحى الطويلة والدشاديش القصيرة، هم أصحاب فكر متطرف ومتزمتون.. وأنهم بعيدون عن التطور والتحضر، وأن الدولة لو سارت على نهجهم لجُرّت الى التخلف جرّاً.. ومن هنا ظهرت فرق متشرذمة، لكل نهجه وفكره، وهذا ليس بالعيب، لأن المخلوقات من بني الإنسان في كل مكان، لكل منهم عقل ميزه به الله.. ولكل عقل صبغته ونهجه.. إذن ليست المشكلة في اختلاف المذاهب والمناهج، لكن القضية تكمن في عدم احترام الآخر.. فلو أننا عملنا بالقرآن الكريم لاهتدينا إلى الصراط المستقيم.. فالقرآن الكريم يقول «لكم دينكم ولي دين» هذا في حال كان الاختلاف اختلاف أديان.. فما بالنا ونحن على ملة واحدة ودين واحد وجميعنا يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ورغم هذا يكفر بعضنا بعضا.. ولا أعلم في ظل هذا التناقض والصراع كيف لأمة الإسلام أن تحكم العالم وأن تسود.. ولو افترضنا جدلا حدوث مثل هذا! فأي فرقة من فرق الإسلام ستحكم؟ هل الشيعة أم السنّة أم السلف أم الليبراليون؟!
الى كل المتناحرين، المتحررين منهم والمتشددين، هناك صراعات عالمية هدفها السبق والتقدم على الآخر، تلك الأقطار المتصارعة لم تنظر يوما إلى المرأة على أنها متحجبة أو متبرجة، بل نظرت إليها على أنها عقل يمكن الاستفادة منه في التطوير، وإشراكه في خلق النهضة.. وليس قياسا منطقيا اعتبار المرأة المحجبة هي صاحبة الخلق والدين.. فكم من منقبة وخلقها وفعلها لا يرضي الله ولا رسوله.. وكم من غير محجبات هن على خلق ودين.. ونقول لكل من قال إن غير المحجبة لا يجوز لها التصويت، ولا الترشيح ولا السير في الشارع، ولا المأكل ولا المشرب.. إن قولك هذا إنما هو معول هدم للمجتمع الكويتي الذي ما برح يفتك من ضلاله القديم، واستأنف توا العمل من أجل البناء.. هداكم الله وأصلح بالكم.
تعليقات