احالة بريد الكويت الى التقاعد

بعد 237 عام خدمة البريد الحكومي يحال الى التقاعد ، لقد بدءت خدمة البريد بالكويت منذ 1775 اهلية من ثم تسلمت الحكومة مهام البريد منذ 1879 وادارتها هندية حتى 1947 حيث نقلت الادارة باكستانية وبعدها الى الادارة البريطانية عام 1948 حتى تسلمت حكومة الكويت رسمياً مهام البريد عام 1958 للبريد الداخلي وعام 1959 للبريد الخارجي حيث تم افتتاح مايقارب 12 مكتب بريد رئيسي غير الفرعية في المناطق السكنية التي قاربت 88 مكتب بريد فرعي، وتشمل خدمات البريد صناديق البريد الخاصة و الطرود والفاكس والحوالات والسريع والمسجل والبرقيات والطوابع.
هذة نبذة عن تاريخ وخدمات البريد بالكويت تبين مدى تطور وتزايد اعداد مكاتب البريد الرئيسية والفرعية ولكن التسأول كيف هي الخدمة البريدية ومستوى انجازاتها وفاعليتها، والجواب كما رأينا وسمعنا من وسائل الاعلام المختلفة هنالك اهمال وتسيب وهجرة اصحاب الصناديق وقلة استخدام الخدمات البريدية سواء من الافراد أو الجهات العامة والخاصة وذلك بسبب استخدام معظم الناس أذا موكلهم التكنولوجيا الحديثة للبريد وهي ارخص واسرع واسهل وأنت قاعد في بيتكم أو أي مكان في العالم تبعث وتستقبل رسائلك عن طريق الرسائل النصية والبريد الكتروني وقد ساهمت الكثير من البرامج المجانية الاجتماعية التواصل بين الناس مجاناً الى حد ما ولذلك هجر الناس كتابة الرسائل التقليدية والبرقيات والتلكسات والفاكسات وصناديق البريد وأصبح البريد موضة قديمة ويجب احالتها الى التقاعد وليس بأنشاء هيئة للبريد كما هو مقترح من الدولة في خطة التنمية.
وعلى سبيل المثال كشفت دراسة حديثة في ابريل 2012 بأن الحكومة الامريكية سوف تقوم بتقليص نصف مكاتب واجهزة البريد بكافة ولاياتها ، حيث عددهم 461 مكتب بريد وسوف يتم تقليص 223 مكتب بريد وتفنيش 35 الف امريكي بسبب  استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الرسائل النصية والبريد الكتروني كما هنالك الات حديثة سيتم استخدامها للفرز الآلي وكذلك وجود شركات قطاع خاص متخصصة بالبريد تقوم بأستقبال الطرود وارسالها بكافة انحاء العالم.
ولكن هنالك مشكلة سوف تواجه الحكومة الكويتية وهي ما مصير الكويتين العاملين في قطاع البريد وعددهم بالمئات سواء عند خصخصة البريد أو الغاء اعمال البريد وماهي مصير اماكن مكاتب البريد والاجهزة المستخدمة فيها ، اعتقد على الحكومة التفكير الجيد والتخطيط السليم لوضع البدائل لضمان مستقبل الكويتين العاملين بالبريد وأما اذا تفكير الحكومة اعادة الشكل التنظيمي لقطاع البريد الحالي في وزارة المواصلات الى مؤسسة أوهيئة بنفس القوى العاملة والاجهزة وطريقة العمل ، انصح الحكومة الابقاء على قطاع البريد كماهو أحسن ، لأن الهدف من خصخصة البريد أو تحويلها الى مؤسسة أو هيئة هو التطوير والرقي والجودة والانتاجية في العمل وتقديم خدمات افضل واسرع وتعتمد على التكنولوجيا الحديثة وتكون بعيدة كل البعد عن البيروقراطية والروتين الحكومي وكأنها شركة قطاع خاص مثل غزال ودي اتش ال – ارامكس - فيدكس وتكون الخدمة برسوم رمزية على الاقل تغطي تكلفة الخصخصة .
الدكتور/ عبدالله فهد العبدالجادر
مستشار تنظيم وادارة