علي الذايدي يكتب عن الكاتب الكويتي الرويبضة الذى اعتنق جميع المذاهب،‮‬فبدأ حياته شيوعيا ثم قوميا فإسلاميا وحاليا يعتنق المذهب الديناري
زاوية الكتابكتب مارس 7, 2008, منتصف الليل 1182 مشاهدات 0
كاتب مخروم المروءة
علي الذايدي
أحياناً تصطف النجوم وينهض الحظ وتتهيأ الظروف المناسبة فيصبح الرويبضة منارا تهتدي به الناس وقبلة لأسماعهم وعقولهم، وانطلاقا من هذه القاعدة نتحدث اليوم عن كاتب في الصحافة الكويتية أصبح ظاهرة، أقول أصبح ظاهرة ليس من باب المدح ولكن من باب الذم ، فهذا الكاتب يعتبر حالة تستحق الدراسة لأنه يمثل مصداق قول الرسول | الذي تكلم فيه عن ضياع الأمانة عندما يتوسد الأمر إلى غير أهله ، وأخبرنا فيه الصادق المصدوق أنه سيأتي على الناس زمان يتكلم فيه الرويبضة ، وما نرى أن الرويبضة قد ظهر إلا في زماننا هذا.
هذا الكاتب اعتنق جميع المذاهب، فبدأ حياته شيوعيا ثم قوميا فإسلاميا وفي هذه الأيام هو يعتنق المذهب الديناري والذي يعتقد معتنقو هذا المذهب أن الدينار هو الإله الذي يجب أن يطاع و يعبد من دون الله، ومن اجله يتم التضحية بكل القيم والمبادئ التي إن تخلى الإنسان عنها فقد أصبح مخروم المروءة .
على الرغم من وقاحة هذا الكاتب وهجومه على الكل بلا استثناء، إلا أننا لا نرى من يرد عليه إلا نادرا والسبب أنه أصبح مثل القبيلة التي سأل ابن الشاعر الحطيئة أبيه عن السبب الذي منعه من هجائهم وذمهم على الرغم من أن الشاعر الحطيئة معروف ببذاءة اللسان وهجوه للجميع، فرد الحطيئة قائلا: يا بني ، إني ما هجوت قبيلة إلا لكي أحطم بناءهم واهدم أمجادهم ، ولكن قبيلة بني فلان لم أجد لها مجدا يهدم أو بيتا يحطم ، وهذا بالضبط هو السبب الذي يمنع كل من هاجمهم هذا السفيه من الرد عليه ، فليس له مجد يهدم أو سمعة يخاف عليها، أليس هو من يتفاخر بصوره مع الراقصات ؟ أليس هو من يتفاخر بعشقه لملكة جمال لبنانية ؟ أليس هو من ينصح ابنه بالتقرب من ابنه هذه الماجنة التي تدرس معه في المدرسة ؟
كل هذه الأمور وغيرها الكثير تخبرنا أن هذا الكاتب ليس لديه ما يخاف عليه ، على عكس أغلب الناس الذين لا يدخلون معه في المهاترات خوفا على سمعتهم ووضعهم الاجتماعي .
كنت قد كتبت مقالا تكلمت فيه عن هذا الكاتب الظاهرة ، أرى أن الأحداث المتسارعة هذه الأيام توجب إعادة نشره للفائدة وهو بعنوان »حبر على مرق«.
في صحافتنا المحلية يوجد كاتب يستطيع أن يقرب البعيد ويبعد القريب ويستثني الممنوع ويمنع المسموح ،يرفع أشخاصا لا يستحقون المدح ويذم أشخاصا وينزل بهم إلي الحضيض الأسفل وهو لا يعرفهم ولكن أعمامه وأسياده طلبوا منه ذلك،ارتضى لنفسه أن يكون مخلب قط يهددون الناس به على طريقة اسكت وإلا سلطناه عليك،يتخذ من عموده اليومي أداة ضغط على الجميع فهو لا يستثني أحدا (نواب ،وزراء،تجار، رؤساء دول مجاورة وغير مجاورة ،سفراء،إسلاميون،شيوعيون....الخ الخ) ولم لا فهو لا يؤمن بالتخصص وسمعة الجميع مباحة له،وله الحق في قول ما يريد وسب من يشاء حتى لو لم يملك الدليل أو رفعت عليه قضايا تشويه السمعة ففي النهاية أسياده سيسددون مبلغ الـ5001 ديناراً الذي سيكسبه من قاضاه، وكأن هذا المبلغ هو ما تساويه سمعة المواطن الكويتي،أغلب المسؤولين في الدولة يطلبون قربه والتودد إليه ولكنهم في الحقيقة لا يقيمون له وزنا، ولسان حالهم يصفه المتنبي بقوله:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى .. عدوا له ما من صداقته بد.
إذا غضب عليك سماك الديناصور وإذا رضي عنك وصفك بأنك إبرة بنسلين، وبودنا أن نرى نهاية لمسلسل إبرة البنسلين المكسيكي الطويل وكيف سينتهي؟ وأنا أستغرب حقيقة من تصرفات بعض الوزراء في الحكومة، و كيف يلغون أجندة وزارة بأكملها ويتتبعون مقالات ذلك الكاتب فقط؟ تذكرني هذه النوعية من الوزراء بالتلميذ في المرحلة الابتدائية عندما يقوم بحل الواجب يذهب مسرعا إلي الأستاذ قائلا باللهجة العامية: »تكفى أستاذ حطلي نجمة« فبعد أن ينفذ هؤلاء الوزراء تعليمات هذا الكاتب يذهبون مسرعين إليه لكي »يحطلهم« نجمة ويمدحهم في مقاله القادم.
قد يقول قائل :ولكنه كاتب الكويت الأول!
ونرد عليه قائلين: إنها لكارثة أن يكون هذا الكاتب هو الأول في الكويت.
ولكن إذا أردنا أن نكون صريحين لدرجة مؤلمة نقول: إن هكذا شعب يصلح له هكذا كاتب، اقرأ بعض ما جاء في مقالاته (مطبق زبيدي،روب ولبن،دهن عداني،سيجار كوبي، سعابيل،و...سمية الخشاب) هكذا وبكل بساطة تستطيع أن تكون الكاتب الأول، هذا الكاتب وصل إلى عقول القراء عن طريق معدتهم ثم عندما وجد تجاوبا قام بالنزول من منطقة المعدة إلى ما تحت المعدة وعندها ضمن المركز الأول بلا منافس.
أنا أعتقد أن الإعلام هو الجهاز العصبي للديمقراطية،فلا عجب أن ديمقراطيتنا تعاني من شلل كامل يمنعها حتى من الكلام،والدليل مجلس الأمة الحالي لا يمكن إلا أن يكون نتاج ديمقراطية عرجاء مشوهة مشلولة، وبنظرة فاحصة على أدواتنا الإعلامية نجد أن تلفزيوننا متخلف عن تلفزيونات الغير بسنوات ضوئية، صحافتنا تصفية حسابات تلميع لشخصيات لا تستحق لا أكثر ولا أقل والمجلات تكتفي بصورة احدى العاهرات على الغلاف حتى تحقق نسبة المبيعات المطلوبة، وفي النهاية الحقيقة هي الضحية،وطنيتنا لا تتجاوز رش الرغوة في شارع الخليج ،إستراتيجيتنا السياسية للخمسين سنة المقبلة لا نعرف منها إلا 3 سنوات وبعدها اعتمادنا على بركة الله، الفساد الإداري وصل إلى معدلات أعلى من التلوث في العاصمة الإيرانية طهران، فالفساد في العاصمة طهران هو الأعلى في العالم حسب أجهزة القياس الدولية، ولو كان هناك أجهزة لقياس الفساد في الكويت لاضطررننا إلى المشي حاملين أجهزة التنفس والأوكسجين على ظهورنا، فالفساد مثل التلوث أحيانا يتعدي النسبة المسموح بها دوليا. يجب أن نعترف بكل شجاعة أننا شعب ضحل فكريا وثقافيا كما أننا أمة مريضة وأمة لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم وإذا فهمت لا تطبق فلا عجب أن نمنح جائزة أفضل كاتب لشخص يجيد كل شيء إلا ........الكتابة.
تعليقات