عن انكشاف الإسلاميين يكتب 'الرجيب'

زاوية الكتاب

كتب 810 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  / انكشاف الإسلاميين

وليد الرجيب

 

لقد قلنا من قبل إن الأحزاب الإسلامية كثيراً ما تسيء تقدير قوتها وقراءتها للواقع وللحدث السياسي المتحرك والمتغير، إذ لم يمض الكثير على وجود هذه الأحزاب في الحكم والبرلمان في البلدان التي حدثت فيها ثورات، حتى بدأت تنكشف نواياها الحقيقية.
فقد أعلنت في أكثر من بلد قامت به ثورة أنها ستلتزم دستور الدولة المدنية، ولن تفرض قوانين ودساتير إسلامية، وستحافظ على الحريات الشخصية وفي مصر أعلن الإخوان المسلمون عدم خوضهم للانتخابات الرئاسية.
ولكن الأحزاب الإسلامية سرعان ما انقلبت على وعودها للجماهير، كما انكشف التناحر والانقسامات وضعف التخطيط الاستراتيجي بل التخبط بالقرارات، ففي المغرب جند الحزب الإسلامي رجال الأمن لمداهمة مقاهي الشيشة والقبض على الرواد والمالكين، وفي تونس جند حزب النهضة رجال الأمن لقمع مظاهرات يوم الشهيد بشدة يوم 9 أبريل الجاري، بل شارك بالقمع مدنيون من حزب النهضة، وفي مصر وبعد ترشيحهم لخيرت الشاطر الذي يعد نكثاً لوعدهم، هددوا المرشح عمر سليمان بالقتل لأنه رشح نفسه ضد مرشح الاخوان المسلمين.
وفي الكويت انتهك الاخوان والسلف مواد الدستور بتقديم مشروعات بقوانين تقيد الحريات، كما ظهرت جلياً الخلافات بين السلف والاخوان، رغم أنهم أقسموا على احترام الدستور.
فما هي الأجندة الحقيقية للقوى الإسلامية؟ هل هي ما يقولونه ويعدون به، أم ما يفعلونه بعد نجاحهم في البرلمان والحكم؟ وما هو مخططهم البعيد ومع من تقام تحالفاتهم في سبيل الوصول لأهدافهم؟
في ظني أن الإسلاميين يستطيعون خداع بعض الناس بعض الوقت، لكنهم سرعان ما ينكشفون بسبب تهافتهم على الحكم وتنفيذ أجنداتهم، ولذا فمنذ أن فازوا بالانتخابات في كل من مصر وتونس والمغرب، لم أصب بالتشاؤم مثل كثير من الناس بل رأيتها فرصة كي ينكشفوا على المخدوعين من الناس الذين يعتبرون قوة التغيير الحقيقية، وأظن كذلك أن صورة الإسلاميين اهتزت بعد تخلي الولايات المتحدة عنهم موقتاً، هذا التخلي الذي يعتبر قرصة إذن.
ليس لدى الأحزاب الإسلامية مشروع اصلاح سياسي وديموقراطي، بل مشروعهم مشروع حكم وتأسيس الدولة الدينية، ولذا قالت إيران عندما فاز الإسلاميون في مصر بالبرلمان: «ظهرت إيران ثانية في المنطقة»، وهو ما يعني دولة دينية مماثلة لدولة إيران الإسلامية.
كل ما يحدث هو مقدمات وارهاصات لتغيرات جذرية مقبلة عربياً وعالمياً، ويستطيع المراقب السياسي الجيد قراءة الواقع بعلمية وموضوعية، لدراسة ليس الآني ولكن استشراف المستقبل.

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك