اللافي: الجراح لم يخطئ!

زاوية الكتاب

كتب 476 مشاهدات 0


يبدو أن هيام الإخوة الأفاضل في مجلس الأمة بالكويت، والحب العميق لها ولمقدراتها ولثرواتها ولمستقبلها قادهم للاعتقاد بأنهم مسؤولون عن الدولة وشؤونها المختلفة، وأنهم من منطلق حرصهم عليها سيراقبون عن كثب كل صغيرة وكبيرة في مختلف الجهات الحكومية، وأنهم سيتفاعلون مع كل إشاعة رشوة أو فساد إداري بشكل محموم شبيه بخدمة الحوادث في المستشفيات الأميركية العريقة. وهو أمر ملحوظ من خلال التدخل في كل صغيرة وكبيرة ومن خلال حزم الأسئلة البرلمانية المكثفة والدقيقة. هذا علاوة على الندوات التي تتخللها الخطب الرنانة والكلمات الطنانة، حتى كادت النخب السياسية العريقة في الكويت تعتقد جازمة أن مجلس الأمة ضل طريقه، وفقد حساسية تخطي المعوقات الصغيرة لإزاحة الكتل الكبيرة. وما يؤكد ذلك حجم وكم الصراع بين الكتل المختلفة في المجلس، فكتلة العمل الشعبي تعمل لتقديم وزير النفط لمنصة الاستجواب وذلك لأسباب نفسية بحتة، حيث أن الوزير لم يرتكب خطأ عمليا فعليا من خلال شغله لوزارة النفط، حيث ان تصريحه بأن علي الخليفة مثله الأعلى لم يخرج عن كونه رؤية شخصية. وفي المقابل تقوم الحركة الدستورية بالعمل على التهدئة ومحاولة احتواء الأزمة، وهي تقوم كذلك بالعمل على إزاحة وكيل وزارة الصحة بشكل محموم كوسيلة ذكية للمقايضة السياسية، ويعمل تكتل السلف لمهاجمة وزير العدل والشؤون الإسلامية، ويهيم الأعضاء التجار، إن صحة التسمية، بالتلاسن وتبادل السباب القبيح تحت قبة مجلس الأمة في إشارة للتكسب السياسي المشبوه. مما يلقي بظلاله على تدني الإنجازات التشريعية المطلوبة من المجلس، خذ مثلا قانون نفط الشمال الذي كان من الممكن ان يزيد الطاقة الانتاجية للكويت وكم من الارباح التي أهدرت لو تحقق هذا المشروع في ظل ارتفاع اسعار النفط، وقانون الضريبة والكثير الكثير من القوانين المكدسة في ادراج اللجان البرلمانية. وفي ظل ما سبق لا يمكن ان يستبعد مطلقا خيار حل مجلس الامة حلا غير دستوري بل يكون خيارا واردا بقوة في الاجندة السياسية الكويتية، ولكن ان تم ذلك فلن يكون هذا الحل وسيلة لتحريك عجلة التنمية البطيئة حاليا بل على العكس من الممكن ان تتوقف التنمية تماما. حيث من المتوقع نمو الفعاليات السياسية من ندوات وتجمعات تطالب بشدة بوقف الهدر الحكومي لموارد البلاد، والتوقف عن سياسة التنفيع من خلال منح اراضي البلاد لفئة قليلة من الكويتيين، وقد تروج الاقطاب السياسية لأفكار مثل ان حل المجلس جاء لإزاحة حجارة الاصلاح الصلبة، ومع استمرار التعبئة الفكرية قد تعود البلاد الى التظاهرات الزرقاء او البرتقالية امام مجلس الامة او في ساحة العلم. مما يؤثر سلبا وبشكل قوي على الوضع السياسي المحلي وبشكل عنيف في ظل الاحتقان الملحوظ في الخليج من الاطراف كافة. وهو ما يجعل من مهمة متخذ القرار السياسي في ظل المتغيرات السابقة جميعها في غاية الصعوبة.. واعتقد ان الامر يحتاج الى جراحة دقيقة وبشكل مستمر لاحتواء مواضع العلل بدلا من بترها، مما يؤدي الى تدهور صحة المريض، ومن ثم وفاته. فيصل عبدالله اللافي
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك