الجنفاوي: الإسلاميون غوغائيون و ساديون

زاوية الكتاب

كتب 536 مشاهدات 0


يمر اقليم الشرق الأوسط حالياً بما يشابه مرحلة الإعداد لما سيأتي في المستقبل القريب وما سيبدو أكثر غرابة مما نراه ونسمع عنه يحدث حالياً, فما يجري هنا وهناك من مخاضات سياسية إقليمية تبدو للوهلة الأولى عفوية وعشوائية ومتناقضة وغير مرتبطة ببعضها وهي على فكرة ليست كذلك, يُنبأ بالفعل أن الصورة العامة لمستقبل هذا الاقليم الحزين دائماً لن تكون أفضل مما هي عليه الآن, إذا لم تكن أسوأ فالقياس المنطقي هنا يتمثل في مجموعة حجر دومينو مرقط مصفوفة في بداية الأمر تسقط بعدئذ واحدة تلوى الأخرى لتبدأ تُعزف السمفونية التراجيدية ثم السقوط المدوي لجميع الأحجار (سواء كانت مرقطة مذنبة, أم بيضاء ناصعه كنصاعة البراءة من الذنوب)! نعم, لقد دارت العجلة, وأُكتشفت المعادلة المفقودة, وسقط الحجر, وانحسر الغطاء, وترك الأغريق حصانهم أمام بوابات طروادة وأختبأوا بعيداً يرقبون ماذا سيفعل الطرواديون بحصانهم الخشبي ومن ثم أتى الدمار على المدينة النائمة, بل إن ما كان في السابق غامضاً بالنسبة للأغلبية في الاقليم بدأ يبين حتى لأبسط العقول تفكيراً, ولن يتوقف هذا السيناريو التراجيدي الحتمي مهما تأمل المتاملون ومهما تفاءل المتفائلون ومهما حاول البعض أن 'يتعولم' لعله يَسْلم, الى أن تنطفئ الجذوة أو إلى أن يصبح عدوي صديقاً لي مرة أخرى, أو الى أن يصحو الغافلون النيام ويتداركوا أمرهم قبل فوات الأوان! هيهات لو أن في مخيلتنا توقعات أخرى في هذه اللحظة تناقض ما نراه يحدث حالياً هنا وهناك في إقليمنا الشرق أوسطي, في الالياذة وما أتى بعدها يهرج ويمرج الأغريق في ضواحي طروادة ثم يعودون الى ديارهم ظنا منهم أنهم سيسلمون ولكن أغامنون نفسه قائد الإغريق, مورد جميع الخطايا والطامع الأزلي, تقطعه إرباً إرباً زوجته كليمينيسترا, وأما طروادة فهي كالعنقاء تحرق نفسها لتصبح رماداً لكي تولد من جديد! * كاتب كويتي د. خالد عايد الجنفاوي*
السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك