'إنه زمن يخون فيه الأمين ويؤمن فيه الخائن'.. برأي د. مبارك الذروة

الراي

رواق الفكر  /  الطريق إلى الشهرة

د. مبارك عبد الله الذروة

 

كثرت طرق الباحثين عن المال والسلطة والنفوذ. وتعددت وسائل وطرق البحث عن الشهرة، حتى لو كانت تلك الطرق تسير على اثر من بال في زمزم!
من عميت بصيرته وظن بانه مخلد فإنه لن يرى حتفه ونهايته، هنا تتكدس أمامه سبل الغواية فلا يرى سوى الغايات والأهداف ولن يفكر أبدا في الوسائل والأدوات، والغاية عنده تبرر الوسيلة على طريقة ميكافيللي اللعين!
فإن اردت ان تشتهر وتصبح في أعين العامة جريئا قويا فما عليك الا ان تبحث عن المألوف والمهم في حياة الناس سواء كان رجلا او مؤسسة او رمزا دينيا او ذا نفوذ أو غير ذلك!! فقط اضربه بلسانك وتهجم عليه والق بالشبهات حول تاريخه... جادل وناور... واظهر بالإعلام... مع حدة بالصوت والصراخ... ولا بأس بلي أعناق النصوص... وتكييفها لمرادك..! اجمع كل سقطاته.. واخطائه...نسقها.. رتبها.. قابل بينها وبين الأقوال المشهورة للعلماء...!! ثم اضف عليها شيئا من التباكي على المنهج والسنة وحياض الامة... ودعم أقوالك بالدليل... واحذر ان تذكر تسامح العلماء في ما بينهم عند الخلاف! إياك ان تشير إلى ان مسائل الخلاف لا إنكار عليها!! او تضرب أمثلة تنازلهم عن آرائهم لغيرهم ورحابة صدورهم!! 
*
كان اهل العلم في الزمن الجميل.. كثيرا ما يتوقفون.. شغلهم البناء برفق ولطف... لا الهدم والطعن... يمنعهم الورع وخشية الله عن التحدث في أعراض الناس ودينهم! ويرددون بان لحوم العلماء مسمومة... اليوم لحوم علماء مذهبي وطريقتي فقط مسمومة!! أما من كان على طريقة مخالفي فهي مباحة.. بل تجوز غيبتها.. والطعن فيها!! ونسي أولئك الصغار ان لحوم الناس وليس العلماء فقط مسمومة.... قال تعالى( أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه..)!؟
عندما يغيب العلماء ويتصدر المدعون، ويفتون بأمر العامة...! عندما يغيب العقل وتسود الجهالة، وتتغلب العواطف، فتتعالى صيحات التكفير وتنزوي لغة التفكير!! تتنادى جموع المدعين للبروز الإعلامي وحب الظهور!! فهي الأقرب الى الناس والناس تعشق الإثارة.. تردد ( خالف تعرف)!
اليوم كثر المدعون وتمادى حطاب الليل وحاملو الأوزار، شتم علماء، واتهام تجار، وخون شيوخاً...! حقاً انه زمن يخون فيه الأمين ويؤمن فيه الخائن.... ولو تأملنا صراعات الدين والسياسة لوجدنا كثيرا منها لا يخلو من حظوظ النفس.. ودغلها..!
والكيس من دان نفسه قبل فوات الأوان!!