لماذا نهدم وطننا بأيدينا؟.. خالد طعمة متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 814 مشاهدات 0


الراي

الكلام المقتضب  /  مواطن وموطن ووطن

خالد طعمة

 

نكاد نصدم من المشاهدات التي نراها حتى تسابقت أمامنا الأحداث وتمخضت من خلالها المتغيرات، تستوقفنا المبادئ والأفكار حتى نقف ونقول أين كان شعب الكويت بالأمس وأين وصل اليوم؟ هل وصلنا لمرحلة الانهيار؟ أم ما زال هنالك أمل في أصحاب الدار؟ مع الأسف تغيرت الممارسات وطرق التعامل مع الأحداث فإذا ما نشب أمر ما بين شخصين تشاهد صعود أقرباء هذا الشخص أو ذاك كي يتصادموا فأين لغة العقل والمنطق، يروي لنا الشيخ يوسف بن عيسى القناعي رحمه الله أخلاق أهل الكويت في الماضي ويعددها لنا في كتاب صفحات من تاريخ الكويت: 
1- التآلف والتوادد في ما بينهم فكأنهم بيت واحد وان اختلف الجنس والنسب.
2- لا تجد التحاسد والتدابر والمشاغبات بينهم.
3- لا يجري بينهم تقاتل ولا تضارب، واذا جرى شيء من بعض السفهاء لم يرفع الأمر الى الحاكم بل يتوسطه خيارهم ويزال الخلاف.
4- مساعدات بعضهم لبعض متواصلة، للمنكوبين والمعوزين من الفقراء واليتامى والمساكين وابناء السبيل وتجد المساعدات لهؤلاء البائسين لاتنقطع يومياً.
5- اكرام الضيف، والاجنبي اذا نزل بساحتهم لايعد الا كواحد منهم.
6- منازلهم في رمضان مفتوحة لافطار الصائمين من الفقراء والمساكين، وتجد الفقير في رمضان كالشاه في ايام الربيع.
7- لا تجد في الكويتي كبرياء ولا يحتقر الناس مهما كانت منزلته من الرفعة وهذه الخصلة الشريفة تشمل الأمير والمأمور واصحاب الوظائف الحكومية.
8- جميع الأعمال الخيرية يعملونها بتكتم ولا يحبون ان يطلع عليها أحد ولا يتباهون ولا يتفاخرون بهذه الأعمال بل تنسى كأن لم تكن.
اليوم أين أصبحنا وكيف صرنا، لقد تربينا في كنف أسرنا وعرفنا العادات والتقاليد، فلماذا إذا أخطأ شخص من طائفة أو مذهب أو قبيلة أو عائلة يهب البعض لمحاسبة الطائفة أو المذهب أو القبيلة أو العائلة لا الشخص المخطئ بعينه؟ نحن ولله الحمد نتمتع بقانون وبمجتمع متقارب في الدين والأصل والنسب والعادات والتقاليد، وما يجمعنا هو الأكثر لذلك فإنه يجب علينا جميعاً الوقوف وقفة جادة مع ذواتنا ونجلس لنفكر بما يمكن لنا أن نصنع في القادم من الأيام، وبعد ذلك نتحرك ونعمل إذا أردنا فعلاً العيش في كنف كويت الأمن والأمان، فمن اعتدى يبقى مواطنا ومن اعتدي عليه أيضاً مواطن وما تم بينهما ما هو إلا فعل على أرض الوطن فلماذا نهدم وطننا بأيدينا؟ لماذا نسهل على الحاقدين مهمتهم في ضرب الكويت؟ لنلملم ما تهدم من سور وحدتنا ونتأمل فيه هل ينفعنا أم يضرنا وإذا ضرنا لنرمي به عدونا حتى يعرف بأن سعيه قد خاب وانجلى. 

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك