آن الأوان لتوقف إيران عن التدخل فى العراق.. برأي فيصل الزامل

زاوية الكتاب

كتب 798 مشاهدات 0


الأنباء

كلام مباشر  /  القمة العربية فى بغداد

فيصل الزامل

 

مجددا، تعبر الكويت عن تمنياتها للعراق بالاستقرار جاء هذا التعبير بشكل عملي وجريء حينما تمثلت في القمة بسمو أمير البلاد، يحفظه الله، حيث كانت الكويت سباقة برفع مستوى تمثيلها في القمة الى مستوى الرؤساء لتحذو حذوها دول أخرى، في مبادرة تترجم حرص الكويت على استقرار العراق، حيث تسبب تردي وضعه الأمني في تخفيض تمثيل الدول المشاركة في أول قمة عربية تعقد على أرضه بعد زوال النظام السابق، لتؤكد انتماءه العربي في مواجهة تهديدات بتقسيمه وهيمنة إيران على شؤونه الداخلية والخارجية، حسبما صرح كثير من الساسة العراقيين ومن بينهم أحد المقربين الى إيران، وهو مقتدى الصدر الذي قال «إيران تتحمل مسؤولية قتل سياسيين وعسكر عراقيين، وقد أبلغنا الجمهورية الإسلامية بانزعاجنا الكبير من جماعة عصائب أهل الحق، التي تدعمها طهران»، لقد آن الأوان كي تتوقف إيران عن هذا التدخل الذي يعرفه كل مواطن عراقي في الوسط والجنوب، ولن يصرف نظر العراقيين عنها ما يقوله البعض من عبارات مضحكة مثل «الكويت تدعم ميليشيات بهدف تمزيق العراق» وهو نفسه القائل: «بعض الساسة العراقيين طالبوا بالتعويضات لإيران قبل أن تطلبها هي».

يفترض أن يكون انعقاد القمة العربية في بغداد يوم الخميس الماضي هو البداية لتصحيح أوضاع العراق لبناء اتفاق بين السياسيين العراقيين على نبذ التدخل الخارجي أيا كان مصدره، هذا التدخل الذي جعل رئيس الوزراء يبث شكواه من التدخل الإيراني، تحديدا، إلى القمة التي حملت مفارقة ترؤس الإخوة الأكراد لكل اجتماعاته الرئيسية، على النحو التالي:

٭ مؤتمر وزراء المال العرب، عقد ضمن أعمال القمة، ترأسه وزير التجارة العراقي، بابكر خير الله حسن.

٭ مؤتمر وزراء الخارجية العرب برئاسة وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري.

٭ مؤتمر القمة على مستوى الرؤساء، برئاسة جلال طالباني الرئيس العراقي.

وقد أعطى الرئيس جلال طالباني هذا الموضوع إطارا وديا بروايته لهذه النكتة أمام الصحافيين، قبل فترة، قال: (هذا واحد عراقي يتذمر من نقص الخدمات والكهرباء وكل شيء، قال «لا كهرباء، لا قصب لا حصران لا بردي فوق هالظيم.... رئيسنا كردي».)، ولو نظر العراقيون الى هذه المفارقة بالشكل الصحيح لوجدوها تعيدهم الى عراق الثلاثينيات قبل عهد الثورات القومية، يومها لم يكن العراقيون يعرفون أن فلانا شيعي وفلانا سني وفلانا كردي، وفي تلك الفترة لم يكن العراقيون ينظرون الى الكويت وفق منهج حزب البعث، بل وفق المصالح المشتركة مع هذا الميناء الكويتي النشط الذي كان ينقل التمور والغلال الزراعية من العراق الى سائر موانئ المنطقة وأفريقيا والهند، وما لم نسترجع مبدأ الشراكة الاقتصادية من جديد، فلن ننتهي من التصريحات الطائشة التي لا يحتاج إليها بلد أثخنت جسده الحروب مع الجيران، والحرب الأهلية، ولا يحتاج الى المزيد، بل يحتاج الى استقرار يسترجع معه 10% من سكانه هجروه الى دول الجوار، وهو يحتاج إليهم لإعادة بنائه، خصوصا أن معظمهم سيرجع بخبرات تفوق كثيرا ما كان لديه قبل مغادرته بلده.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك