عندما أصبحت غُربتي وطن ..!

زاوية الكتاب

كتب 2413 مشاهدات 0

ارشيفية

طرقْتُ أبواب الحياة بإندفاع ما إن يُفتحُ باب حتى أرى أبواب أخرى ، وكأنني أسير في متاهةٍ لا تنتهي إلا بنهايتي!
 دقت ساعة الحقيقة قبل أشهر معدودة مضت ، فكنت قبلها لا أعرف من المسؤولية سوى حروفها ومن الصبر سوى معناه ، فكانت الغربة خير مدرسة لي وخير من أتعلم منه أساليب الحياة وكيفية التعايش مع الجميع وفق منظومة محددة لا نراها ولكن نستشعرها .
في البداية لم أستطع التأقلم ، الوضع مريب
مستقبلي ضبابي ومفارقة الأحباب والأصدقاء كانت هي القشة التي قصمت ظهر البعير!

شيئاً فشيئاً بدأت الأحداث تتوانى وتظهر ،وأصبحت تتجلى لكن يشوبها القليل من  ضباب اليأس ،مشاكل جمة ومصاعب عظيمة وأحداث متسارعة كانت تقف في طريقي ولم أكن لأتجنبها لولا الصبر والثقة برب العباد ومشورة الأصحاب ، وبدأت أتعلم أشياء لم أكن لأعرفها وأنا في وطني وسط بيتي الآمن.

من أهم الأشياء التي تعلمتها في الغربة التفكير بعمق وأن تدرس شخصية الذي أمامك من دون أن تنطق بكلمة واحدة ،فكانت
الشخصيات كُثر وأفكارهم كُثر سواء كانت سلبية أم إيجابية ،تولدت فيني طباع جديدة
ولا أدري ربما كانت مختزلة فيَّ ولكن لم يحن وقتها إلا الآن ،فلدي رغبة في تغيير صفة من صفات الشخص ولكن هو أبى أن يتغير فكيف لي أن أُغيره؟ ،وأصبحت أقيس أبعاد كل شيء وما يترتب عليه ، ولا أخطو خطوةً إلا وأكون على دراية تامة بتبعاتها ،فكانت روافد التعب مقرونة بفوائد الغربة ، والإعتماد على النفس صديق الوحدة فلا تستطيع الإعتماد على نفسك إلا وحدك !
مشاكلك همومك مصاعبك إحتياجاتك جميعها لا يضع لها حلاً ومقداراً إلا أنت .
فأصبحت غربتي وطن !
ولن أنساك يا وطن ، ملاذي الأول وسكني الآمن
نفديك بالأرواح يا وطن ..!

الآن- رأي: متعب المطيري

تعليقات

اكتب تعليقك