'القحطاني' يطالب البرلمان بتشريع قوانين لدفع عجلة التنمية

السياسة

أوضاعنا المختلة ومبانينا المعتلة

عبد المحسن مبارك القحطاني

 

الكويت لأبنائها من المهد إلى اللحد, كلام جميل وهي ستظل الصدر الحنون والقلب الكبير ليس لمواطنيها, بل لكل من يعيش على أرضها حتى أمتد خيرها الى شتى أصقاع الأرض, فأصبحت قبلة لمن يريد أن يقيم على ترابها ولذلك بعضهم باع الغالي والنفيس في بلاده لمجرد الحصول على الإقامة, حتى إمتلأت شوارعنا بالعمالة الهامشية والسائبة, وضجت بهم معظم المناطق, وأصبحوا كالقنابل الموقوتة, فضاقت شوارعنا وازدحمت مستشفياتنا ومدارسنا ورحنا نبحث عن 'واسطة' لإنجاز أي معاملة, بداية من البطاقة المدنية ووصولاً الى حجز سرير بمستشفى.
قرأت منذ أيام خبراً أضحكني حتى كاد أن يبكيني عن توقيع عقود لأعمال صيانة لعدد من المباني الحكومية المتهالكة وستحافظ عليها لتبقى صالحة للاستخدام, ولأطول فترة ممكنة, ثم تذكرت رحلتي اليومية من مقر إقامتي, بمحافظة الأحمدي العريقة التي أعتز كثيراً بأنها مسقط رأسي, متجهاً إلى عملي, وأنا أطالع تلك المباني الحكومية المتهالكة و'الشبرات الكيربي' , و'الشينكو' وتساءلت: هل حقيقة أن الهم الأكبر للحكومة هو اجراء الصيانة لتلك المباني المتهالكة التي أكل عليها الدهر وشرب, أم يجب إزالتها وبناء صروح حكومية تليق بمكانة ووزن الكويت? فماذا تصنع الوزارات بميزانيتها المليونية السنوية, هل أصبح صرف الحوافز والكوادر والزيادات أهم من البناء والتعمير والبنية التحتية لبلادنا والتي ستبقى وتتوارثها الأجيال?
كلما ذهبت الى ديوانية أو تكلمت مع صديق يقول لي لاوطن لنا غير الكويت نعيش على أرضها, وسندفن فيها فهى وطننا الدائم نريدها كويت العز , نطالعها فنرى مبانيها الحكومية تنافس القصور المشيدة, نريد مدارسها على أعلى مستوى لتخرج لنا جيلاً واعداً ربما أفضل من الجيل الحالي .

بلدي الكويت لا تنقصها الموارد أو الأيدي العاملة كل ما تحتاج إليه هو الإنجاز , والإنجاز بحاجة الى حكومة , والحكومة بحاجة إلى وزير جريء قوي ومبادر لا يعاني داء الأيدي المرتعشة, يحسب كل صيحة برلمانية أنها ستطيح به.
نريد أن يشرع مجلسنا الموقر قوانين كي تطبق وتدفع بعجلة التنمية وفق قواعد موضوعية قابلة للتطبيق على أعلى المستويات حتى لا نترك لأجيالنا القادمة مسؤولية دفع فاتورة أوضاعنا المختلة ومبانينا المعتلة .