بغداد: من حضن المرضعة الإيرانية لحضن أمها العربية
عربي و دوليمارس 28, 2012, 12:34 ص 4605 مشاهدات 0
لارتفاع رائحة التخوين بعد زيارة السادات للقدس حدثت في القمة العربية التاسعة في بغداد 1978م مشادة بين صدام والقذافي الذي أصر على ادخال حمايته بكامل اسلحتهم خوفا من الغدر، وفي تلك القمة تقرر تحريم شرب مياه النيل عبر رفض اتفاقية كامب ديفيد و نقل مقر الجامعة من مصر وتعليق عضويتها ومقاطعتها.وفي الوقت الذي كان فيه القادة العرب في القمة غير العادي في بغداد 28 - 30 مايو 1990 يدعون الى وحدة الكلمة والصف والهدف وتعزيز التضامن وتنقية الأجواء لانها الكفيلة بحماية الحقوق وصيانة الأرض والدفاع عن المقدسات،وفي صدى كلمات صدام المتغطرسة وسخافات القذافي كانت خلايا استخبارات الحرس الجمهوري العراقي تستطلع على الارض محاور إجتياح الكويت. لقد كان العراق مهد القمم الاستثنائية الصاخبة،وقمة بغداد التي ستعقد 29 مارس الجاري لن تختلف كثيرا رغم انها عادية في دوريتها، واستثنائية في ظروف انعقادها.ومايهمنا هنا هو ربط المحللين بين الحضورالخليجي و نجاحها ،كترجمة لحراك دول مجلس التعاون المتنامي في الساحة العربية .فهل تشهد خلق دفعة قوية لذلك الدور الخليجي،أم تشهد محاولة البعض ادخال العصى في العجلة الخليجية ؟
في عصر القلق فرضت دول الخليج مكانتها السياسية مؤخرا لنجاحها في وقف مصادر التهديد داخل الوطن العربي نفسه،عبر مساعدتها لشعوبه في تقويض الانظمة الفاسدة .وهو انجاز يساوي لدى المنصفين جهد مجابهة الخطر الخارجي . ورغم أن البعض العربي لا يستسيغ الدور الخليجي الفاعل الذي قام على أنقاض النظم التي تساقطت، إلا ان من المشجع ان نقرأ ان الاشادة بالدور الخليجي قد تأتي من مستويات اقل نخبوية وأكثر شعبية،فقد أعلن سماحة مقتدى الصدر حظر المظاهرات خلال قمة بغداد حتى لا يحرج حكام الخليج.
ولحضور قمة بغداد ونجاحها ،يقع على عاتق حكومة المالكي أمور عدة تتجاوز الاجراءات الامنيه ونقاط التفتيش في المنطقة الخضراء، ومنها :
1-بما ان نجاح القمة هو طوق نجاة لحكومة المالكي وأحد استراتيجيات البقاء، فعليه وقف تدخل أطراف من حكومته في الشأن الخليجي كما حدث في البحرين والكويت خاصة.
2- تفهم حكومة المالكي للقرارات التي ستشجب جرائم حكومة دمشق بل وسحب شرعيتها ،الى جانب تفهم بغداد لرفض العرب للتدخل الايراني في شئونهم في الخليج والعراق والشام .
ونحن على يقين ان واشنطن ستضغط على دول عربية عدة لنجاح القمة، لان نجاحها أسفين بين دمشق وطهران وقد يشارك رجال سفارتها البالغ عددهم 15 ألفا في العملية الامنية لغياب الامن في بلد لا يوجد فيه وزير داخلية،بعد ان أحتلت منصبة سيارة مفخخة .وإذا تجاوزنا الشكوك حول مدى قدرة العراق على توفير الأمن وضمان حياة المشاركين من باب ان تبعات الربيع العربي في بعض الدول اشد خطرا على بعض الحكام وهم في بلادهم من تساقط قذائف الهاون على المنطقة الخضراء .نقول بعد ذلك التجاوز أن الحضور الخليجي مهم لتحقيق هدفين استراتيجيين:
1- لقد غير الربيع العربي مركز الثقل في العلاقات العربية العربية، واستغلال الخليجيين للقمة لعرض خريطة المستقبل العربي من وجهة نظرهم وإعتمادها ،هي فرصة لتحقيق هدف استراتيجي خليجي يتمثل في تحولهم من وظيفة أمين الصندوق في الجامعة العربية الى قائد مركز العمليات وهو منصب أبلوا فيه مؤخرا بلاء حسن،متكئين على بناء سياسي واقتصادي واجتماعي قوي .
2- إن الحضور الخليجي عال المستوى سيدفع بموقف عربي موحد وصارم لحل الازمة السورية التي يتربع تحقيقها على قائمة اهدافنا الاستراتيجية الخليجية في المرحلة الراهنة . ويتطلب ذلك جهد مضاعف من وزراء خارجية دول مجلس التعاون لتقليص بنود القمة و الاكتفاء بتقرير الأمين العام للجامعة العربية، حول الأوضاع الراهنة والتركيز على الازمة السورية.
ولاشك إنه من المبكر استقراء أبعاد ودلالات الحرص العراقي على الدعم الخليجي لقمة بغداد خارج مااوردناه أعلاه. حيث لايبقى إلا القول إن الحضور وكبرحجم التمثيل الخليجي في القمة بعد أيام هو انتزاع لحكومة بغداد من حضن المرضعة الايرانية لحضن أمها العربية .فطهران الطامعة، لن تمنعها الخمس رضعات المشبعات من أن تتجاوز التحريم لتزويج بغداد لأحد أبنائها من الملالي.
تعليقات