'اشتروا بيوتاً خضراء'.. د. وائل الحساوي داعياً الكويتيين

زاوية الكتاب

كتب 1144 مشاهدات 0


الراي

نسمات   /  اشتروا بيوتاَ خضراء!

د. وائل الحساوي

 

نظمت كلية الدراسات التكنولوجية ملتقى (المباني الخضراء) على مدى يومين واستضافت له كثيرا من المحاضرين والخبراء من الولايات المتحدة الاميركية وألمانيا والهند ودول الخليج والكويت.
ولعل مفهوم (المباني الخضراء) يثير الكثير من التساؤلات عند الناس، وهل يُقصد به صبغ المباني باللون الاخضر؟!
والحقيقة أن المقصود به هو المباني الصديقة للبيئة، ويبحث كيفية تصميم وبناء مبانينا بحيث نوفر الطاقة المستهلكة في استهلاك الكهرباء سواء اكان التكييف ام عزل المباني ام استهلاك المياه وغيرها.
وإذا ادركنا بأن 40 في المئة من طاقة التوليد الكهربية تصرف على المباني وان 60 في المئة من الكهرباء المستخدمة في البيوت تصرف على التكييف فاننا ندرك حجم التبذير في استهلاك الطاقة الذي نشارك فيه جميعاً ومدى حاجتنا للحد من الاستهلاك وتصميم بيوتنا بحيث تكون صديقة للبيئة.
حتى لو ابتعدنا عن الحديث عن توفير الطاقة والذي للأسف لايشعر به احد (لان الخير كثير) ولان حكومتنا الطيبة لاتحاسبنا على شيء وتعطينا كل شيء بالمجان، لكن دعونا نفكر في حجم التلوث الذي نتسبب به للبيئة من تلك العادات التبذيرية، بل هنالك امر اكبر نشعر به جميعاً خلال الصيف من بقاء درجات الحرارة الخارجية قريبة من حرارة الظهر حتى منتصف الليل وذلك لان المباني والطرقات تمتص حرارة الشمس خلال النهار ثم تبثها بعد مغيب الشمس، يساعدها آلاف الاطنان من المكيفات وعوادم السيارات ما يحول حياتنا الى جحيم مستمر.
على هامش الملتقى جلست مع الدكتور كلوس فيشر الخبير الالماني الذي تحدث طويلاً عن اهمية ان يقود الاكاديميون والمفكرون والباحثون البادرة لتوعية الناس بأهمية (المباني الخضراء) والا يتركوا ذلك للحكومة، وشرح لنا تجربة الألمان الذين قادوا بلادهم الى ايجاد مصادر للدخل بديلة للنفط (Renewable Energy) ونجحوا ايما نجاح فيها لاسيما الطاقة الشمسية - في بلد ليس فيه شمس - واذكر بانني حضرت مؤتمراً للطاقة الشمسية العام الماضي في بريطانيا، وكان الالمان يضحكون من الانكليز لتخلفهم الكبير في هذا المجال وتفوق ألمانيا المذهل.
وأخبرنا الخبير انه خلال سنوات عدة ستنتج ألمانيا 80 في المئة من الطاقة التي تحتاجها من مصادر الطاقة البديلة، وقد سلكت حكومتهم طرقاً كثيرة لتشجيع الشعب على انتاج الطاقة البديلة ومنها السماح للشعب ببيع الطاقة الزائدة على حاجته للدولة مما شجع الكثيرين على توليد تلك الطاقة. 
ملخص كلام الخبير الالماني هو: اذا لم تستطيعوا ان تفعلوا ذلك الآن فلا اقل من تربية ابنائكم وطلبة المدارس على اهمية التوفير في الاستهلاك واهمية الطاقة لكي ينشأ جيل يحمل تلك المفاهيم ويطبقها في حياته.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك