استيلاء الأحزاب الإسلامية على الربيع العربي ليس مفاجئاً.. برأي الشايجي
زاوية الكتابكتب مارس 26, 2012, 12:25 ص 794 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / التدين السياسي
صالح الشايجي
لا أراه - غريبا ولا مفاجئا - استيلاء أحزاب الإسلام السياسي على حصاد ثورات الربيع العربي، بل هو نتيجة طبيعية مهدت لها أحداث تلك الثورات ومقدار الدم الذي سفك فيها وعلو صوت الخطاب الديني العفوي والتلقائي في المحن والمصائب، فالناس تتجه إلى ربها في النوازل والكوارث وهو ملجؤها الوحيد في هذه الظروف المأساوية، لأن الإنسان في حالة ضعفه وخوره وعدم قدرته على مواجهة أحداث الدنيا يلجأ إلى ربه ناشدا الخلاص والمساعدة والبركة.
وإذا جاز أن نسمي الدعاء والاستنجاد بالرب «خطابا» فإنه بالتأكيد خطاب ليس سياسيا بل هو حالة تتلبس المرء المؤمن في محنته فيناجي ربه طالبا الخلاص.
هذه الحالة الإيمانية السمحة تستغلها - مع الأسف - أحزاب الإسلام السياسي والتي لها أغراض دنيوية وسياسية، وتجد فيها بغيتها وتجعلها سلما ترتقيه لتحقيق أهدافها وبلوغ مبتغاها المتمثل في الاستيلاء على السلطة والتربع على عروش الحكم، ووسائلها في ذلك موات الضمير واستغلال الدين كفخ لاصطياد ضحاياها من العوام والبسطاء، وهو ما حدث فعلا حيث واصلت هذه الجماعات العزف على الوتر الديني مستغلة ارتباط الناس العفوي بالدين والظرف الزمني لتؤصل وجودها بينهم على اعتبار أنها قائدة المسيرة وحاملة المشعل في هذه الظروف، ونجح مخططها وفازت بأغلبية مقاعد البرلمانات في الدول التي جرت فيها انتخابات نيابية.
إذن لا غرابة في أن تحقق هذه الجماعات الأغلبية بحكم الظروف التي جرت فيها هذه الانتخابات في ظل هيمنة الفكر الديني على الناس. ولكن ربما الأمر لن يطول بهم وسيصحو الناس ليدركوا الفرق بين التدين التلقائي الطاهر في نفوسهم والتدين السياسي لدى هذه الجماعات.
تعليقات