أقران المحتسبين بالكويت يريدون تحويلها إلى سجن قمعي كبير.. 'البغلي' محذراً

زاوية الكتاب

كتب 843 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  لا مسايرة لأهل الحسبة!

علي أحمد البغلي

 

رعاة الفضيلة - وإعلاء رأيهم فقط - أرعدوا وأزبدوا على ملتقى «النهضة»، الذي كان من المفترض عقده مغلقاً في أحد الفنادق يوم الجمعة 23 مارس، وقالوا عن الحضور في ذلك الملتقى، والمشاركين فيه ما لم يقله مالك في الخمر!
صحيح أننا سعدنا لتفتت كتلة الأغلبية، وعدم صمودها أمام أول عاصفة.. فالأجنحة السلفية بمتشدديها ومعتدليها هاجمت الملتقى!
والاجنحة الإخوانية أيضا بمتشدديها ومعتدليها ساندت الملتقى! ولكن حيرتنا سرعان ما تبددت، لأن الرضوخ لمتشددي السلف ومنع الملتقى - بغض النظر - عن المشاركين فيه كان سيشكل طعنة نجلاء لحرية الرأي والتعبير، لتأتينا الطعنة من وزارة الداخلية التي خنعت وخضعت!

***
صنو هؤلاء عبر الحدود، وفي المملكة العربية السعودية الشقيقة، ممن أطلقوا ع‍لى أنفسهم «أهل الحسبة» على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، هاجوا وماجوا الأسبوع الماضي، مطالبين بمقاطعة المعرض الدولي السنوي للكتاب في الرياض، لما يشوب المعرض ـ على حد تعبيرهم ـ من اختلاط وسفور، وبيع للكتب التي تسيء للدين والمعتقدات الإسلامية، إضافة إلى ما حصل في مهرجان الجنادرية من احتجاجات على ما وُصف بالاختلاط!

السلطة ـ «ذات العين الحمراء» في المملكة الشقيقة ـ أعطت هؤلاء «أذناً من طين وأذناً من عجين» وتجاهلت نداءاتهم الخائبة، وأقيم المعرض الدولي للكتاب، الذي شارك فيه المئات من دور النشر العربية والأجنبية، التي عرضت ما يزيد على 200 ألف عنوان.. ونكاية بالمتحسبين المتشددين، أصر المنظمون على عدم تحديد أيام للرجال، وأخرى للعائلات وهي مبادرة هي الأولى من نوعها، جعلت المعرض مفتوحاً للجميع وطوال اليوم.

***
المحتسبون نالهم التقريع من كل حدب وصوب، فالأمير خالد الفيصل قال: «إنه لا يمكن لأي إنسان مثقف أو طالب علم يريد الخير لوطنه ولبلاده وشعبه، أن يقاطع هذا المعرض أو يطالب بمقاطعته، وأكد أن من يسعى لتشويه هذا العمل الثقافي هو إنسان جاهل وحاقد يريد إيقاف عجلة النمو والتنمية والرقي والازدهار لفكر الإنسان السعودي».. ونكاية أكثر بالمحتسبين، قال المشرف العام على المعرض إن «هيئة الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر»، هي الجهة الوحيدة المسموح بتواجدها داخل المعرض، مشيراً إلى تعاونها مع وزارة الثقافة لضبط الأمور فيه.. انتهى.
فتصوّروا أن هؤلاء المحتسبين يفوقون تلك الهيئة المشهورة بتشددها وتضييقها على الحريات في المملكة الشقيقة، فما بالك لو أُفسح المجال لهؤلاء؟ لأحالوا بلدهم الى سجن قمعي كبير، وهو ما يريد أقرانهم في الكويت فعله معنا لو سايرناهم ـ لا سمح الله ـ! لذا نحمد الله على اتخاذ جمعية الخريجين قرار تبني الملتقى، وتحدي قرار وزارة الداخلية الخانع الخاضع من دون مبرر مقنع.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،،

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك