أسدى إليهم 10 نصائح

زاوية الكتاب

د. نايف العجمي يطلب من النواب إرجاء تعديل المادة الثانية

كتب 1379 مشاهدات 0




'رسالة الشعب للنواب'

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فهذه كلمة ذكرى وتذكير لإخواني النواب الذين فازوا بثقة الشعب الكويتي، أرجو أن تجد طريقها إلى قلوبهم.

نوابنا الكرام:
أنتم صرخة ألم الشعب الكويتي، وصلتم للبرلمان في ظروف استثنائية، طغت فيها لغة الكراهية؛ وفشا خطاب الاستفزاز، وراجت كلمة التخوين والتشكيك بالمواطنة، وسادت عبارة الإقصاء، وذاع التجريح والإسفاف، وظهر التعصب والاصطفاف الطائفي والفرز العنصري، وساءت الأحوال؛ حتى وقف الشعب على حافة الهاوية، وكاد أن يصطدم بعضه ببعض، ويقع ما لا تُحمد عقباه، ولكن الله سلّم!

نوابنا الكرام:
انتفض الشعب في يوم الاقتراع، واختاركم لتنقذوه؛ ولتحفظوا له كرامته وحقوقه، ولترجعوا له لحمته وتماسكه، ولتقطعوا الطريق أمام المفسدين.
لقد وضع الشعب فيكم ثقته، وحمّلكم أمانته، واعتبركم طوق النجاة من الفتن التي كادت أن تعصف به، بعد التوكل على الله؛ فصونوا هذه الثقة وارعوا تلك الأمانة، واصدقوا مع الشعب ولا تخذلوه.
ومن أجل ذلك؛ كتبت لكم هذه الرسالة أيها الكرام، التي سأحاول -بإذن الله- أن أترجم فيها تطلعات وآمال الشعب بعبارة موجزة، وأن أعبر عن الكلمة الصادقة الناصحة التي يرغبون أن تصل إليكم بصدق ووضوح، فأقول وبالله التوفيق:
1- أنتم يا كرام على ثغر عظيم، وفي مرحلة حرجة، وفي ظروف إقليمية استثنائية؛ فاتقوا الله فينا، واعملوا لمصلحة بلدنا، ولا تسمحوا لأحد أن يفرقنا أو يفسد ذات بيننا، فأنتم تمثلون الشعب بأسره؛ بدوه وحضره، سنته وشيعته، فحذار من النهج الإقصائي والطرح العنصري والطائفي.
وأقترح عليكم تشكيل لجنة منبثقة من المجلس تُعنى بتعزيز الوحدة الوطنية، ونبذ خطاب الكراهية؛ كما أدعو إخواني في اللجنة التشريعية أن يضعوا في أولوياتها تقديم قانون تجريم خطاب الكراهية وإنجازه والعمل على إقراره.
2- حافظوا على هذا المجلس، واحرصوا على بقائه إلى نهاية مدته، وفوّتوا الفرصة أمام جميع المساعي التي تهدف إلى حلّه؛ من خلال استفزازكم ومحاولة جرّكم إلى لغة السب والتجريح والإسفاف.
هذا المجلس -أيها الأفاضل- شكّله الشعب بإرادته الحقيقية؛ ليبني ويحاسب، وجعله أمانة في أعناقكم؛ فاحفظوه ولا تضيّعوه.
3- احرصوا على الأداء الجماعي القائم على التنسيق والتعاون؛ وابتعدوا -قدر الإمكان- عن العمل الفردي والاجتهاد الشخصي؛ فإن يد الله مع الجماعة، والجماعة أبعد عن الخطأ من الفرد.
وكما تعاون الشعب باختلاف توجهاته على إيصالكم فإنه يجب عليكم أن تتعاونوا فيما بينكم على تحقيق تطلعاته وإنجاز طلباته.
4- نطلب منكم أن تتعاونوا مع الحكومة في الإصلاحات ومشاريع التنمية، وأن تعطوها الفرصة الكافية لإثبات قدرتها على الإنجاز، فلن يتحقق الإصلاح ولن نسعد بالتنمية في ظل غياب التعاون.
5- اجتمعوا على تحديد الأولويات، واتفقوا على جدولتها ووضع برنامج زمني لإنجازها، وابدأوا بالأهم فالمهم، وبالقضايا الكبرى فالصغرى، وبالضروريات قبل الحاجيات، وبالحاجيات قبلالتحسينيات، وهكذا.
6- استحضروا عند تحديد الأولويات أسباب إقالة رئيس الوزراء السابق وحل البرلمان؛ واجعلوا معالجة تلك الأسباب في رأس أولوياتكم؛ فتلك هي صرخة الشعب التي أوصلتكم للبرلمان الحالي.
ولعل أبرز ما انطوى عليه عهد الرئيس السابق، والتي يجب عليكم التصدي لها: 'الفساد المالي وشراء ذمم النواب بالإيداعات المليونية'، 'وتعزيز ثقافة فرّق تسُد'، 'ورعاية الإعلام الفاسد'، 'وضعف هيبة الدولة'، 'والانتقائية في تطبيق القانون'، 'وتدني لغة الحوار'.
7- هذا المجلس فرصة تاريخية لإنجاز ما عجزت المجالس السابقة عن إنجازه، وخاصة فيما يتعلق بأسلمة القوانين، فابدأوا بالأهم من تلك القوانين فالمهم؛ وبالمتفق عليه قبل المختلف فيه، وثقوا أن الناس معكم يشدون على أيديكم ويدعون لكم.
واسمحوا لي بأن أطلب منكم إرجاء طلب تعديل المادة الثانية؛ لأن وجودها لا يحول بينكم وبين تعديل وأسلمة القوانين المخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية، وبالإصرار على طلب تعديلها حاليا ستدخلون في معركة سياسية لا فائدة منها ولا طائل وراءها.
8- أتمنى عليكم أن تبتعدوا عن المقترحات الجدلية في هذه الفترة على الأقل؛ كيلا يضيّع المجلس وقته في مطاحنات سياسية لا طائل تحتها، ولتفوتوا الفرصة على من يريد أن ينتقص المجلس ويشكك في كفاءته ومصداقيته.
9- يريد الشعب أن يطمئن بأن نهج المجلس سيكون متزنا ومعتدلا ومتعقلا، فقد بدأ القلق يحيط بأوساطهم من خلال المقترحات المثيرة التي أعلنها بعضالنواب، فاحرصوا على تعزيز ثقة الشعب بكم وبنهجكم، وابتعدوا عن القضايا الجزئية المثيرة التي قد يستغلها من يصطاد بالماء العكر لتشويه سمعتكم وتخويف الناس منكم.
10- نطمح أن تسود لغة الاحترام المتبادل فيما بينكم، وأن تنحازوا للحوار الهادف والنقاش المنصف، وأن تبتعدوا عن هيمنة الأحادية وثقافة 'ما أريكم إلا ما أرى'، لتكسبوا بذلك احترام الشعب فضلا عن احترام زملائكم؛ وتخلقوا مناخا نقيا وبيئة إيجابية للعمل والإنجاز.
هذه عشر وصايا، آمل أن تترجم إلى واقع عملي يشرق به الوطن وتبتهج به قلوب المواطنين، ونحن واثقون بقدرتكم وصدق رغبتكم في تحقيق ذلك؛ فاستعينوا بالله ولا تعجزوا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

بقلم الدكتور/ نايف العجمي.

العميد المساعد بكلية الشريعة

بقلم الدكتور/ نايف العجمي

تعليقات

اكتب تعليقك