عبيد.. والتحليق خارج السرب

زاوية الكتاب

كتب 1338 مشاهدات 0


بعد ما عانينا في المجلس الأمة السابق من اختطاف أدواته الدستورية وتهميش الاستجوابات، تفاءلنا كثيرا بتشكيل المجلس الحالي بشباب واعد (اليحيى والشاهين والدلال والمناور والطاحوس) وبمخضرمين كبار (السعدون والبراك والحربش والسلطان والمسلم والطبطبائي وهايف والدقباسي) مدعمين بقانوني مفوه (الوسمي) ليغطون على البقية القليلة المغبرة في المجلس (الجاهل وعديم النبل).
وزاد المجلس تألقا عندما تزينت الرئاسة بالسعدون وينوبه السلطان وأمانة السر للبرغش ورقابة المجلس لليحيى، لتشعرنا أن المجلس أخيرا أصبح فعلاً يمثل الأمة.
نحن،الشعب، نتمنى من هذه الأغلبية البرلمانية الإصلاحية أن تستغل هذه الأجواء الصحية لصالحها وتتفق على أولويات وبرامج لتفرض على الحكومة تسيير عجلة التنمية، ونتمنى أيضا أن يبتعدوا عن نقاط الاختلاف بينهم وينموا نقاط التقارب حتى تتحقق الإنتاجية بشكل أكبر. ولقد أثيرت زوبعة إعلامية مؤخرا بعد أن طالب العضو أسامة المناور بإزالة الكنائس في الكويت، ولا نشك من دوافع المناور الشرعية تجاه هذه الكنائس ولكن عليه أيضا أن ألا يندفع في خلخلة القوى الإصلاحية والتي قد تستغلها الحكومة في تفرقتهم.
وأعتقد أن من الأولى على المناور إن كان ولا بد أن يقدم اقتراح بمنع إنشاء كنائس جديدة، ويركز أكثر في النواحي الإنمائية والخدماتية للبلد. وبعد أن أنهى العضو خالد السلطان كلمته التاريخية المشهودة بصلابة بنيانها وعمق معانيها ومدى صداها، انطلق ماراثون اللجان العاملة في المجلس. ولاحظ الجميع استقلالية عبيد الوسمي في التنسيق الجماعي ليترنح من لجنة وأخرى.
والوسمي شخصية قانونية فذة برزت في الساحة السياسية لتكون مكسب للأمة، ويتميز بسلاحه القانون ليواجه المفسدين كما أنه ذو حدين قد يجرح المقربين. ربما أراد الوسمي أن يثبت على شعاره والتمسك بحريته الشخصية ليضيف عليها حريته البرلمانية. وأعتقد جازما أنه يعي أن العمل البرلماني يتحتم أن يتبلور بكتل برلمانية حتى تنجز برامجها البناءة. ربما الوسمي أراد أن يكون نسراً يحلق عاليا لوحده بعيدا عن السرب، ولكن الأفضل في السياسة أن تكون مع السرب وتقوده للانجاز وبر الأمان.

كتب: م. سالم محسن العجمي

تعليقات

اكتب تعليقك