السلطان أوجز في كلمته برنامج جميع الكويتيين، براى وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 1058 مشاهدات 0


 


الراى

د. وائل الحساوي / نسمات / كلمات في الصميم

كلمة الأخ الفاضل خالد السلطان - رئيس السن - في دور الانعقاد للمجلس التشريعي الرابع عشر كانت قصيرة ولكنها بليغة في معانيها وفي دلالاتها، والدليل هو الارتياح الواسع من غالبية الشعب الكويتي لما تضمنته من أمور، ومن أهمها:
اولا: امتداحه لسمو الامير في تحقيق ربيع خاص بالكويت اتسم بالولاء الكامل للنظام والاسرة الكريمة والخطوات الاصلاحية التي قادها سمو الامير لإطفاء الفتنة، وهذا امر لا بد من الثناء عليه لبيان مدى امتنان الشعب الكويتي لما قام به سمو الامير خلال الشهرين الماضيين من خطوات مباركة اطفأت نار الشر وحولت مسار اليأس والقنوط الذي اصاب الكويتيين الى تفاؤل كبير وثقة ولدت معها ثورة انتخابية ازالت معظم مظاهر الفساد والنواب المرتشين.
ثانيا: طلب ازالة بعض الاعلام المستقطب الفاسد الذي اتبع سياسة (فرق تسد) وضرب مكونات المجتمع، وقد فوجئ الشعب الكويتي ببروز ذلك الاعلام في السنوات الاخيرة وانتشاره وتأثيره على جميع مكونات المجتمع، واختراعه لمصطلحات ما انزل الله بها من سلطان وحربه على كل خير في المجتمع.
ثالثا: اعترافه بأن القبائل هم العمق التاريخي والاستراتيجي لشعبنا وبلدنا، وان جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات وان الكويت لا تفرق بين حضري وقبلي وسني وشيعي، وان الواجب هو اتباع سياسة واضحة للحفاظ على مكونات الشعب الكويتي والضرب على ايدي من يعبث بوحدتنا الوطنية ويقود الى تمزيق لحمتنا وهو ما تحث عليه شريعتنا الإسلامية السمحاء وهذا ابلغ رد على من ينادون بالتخلص من القبائل او الشيعة لكي يحققوا الوحدة الوطنية المنشودة.
ثم بين السلطان بأن من أكبر دلالات الربيع العربي الذي شاهدناه في العام الماضي هو العودة الكاسحة لدعاة تطبيق الشريعة الإسلامية في العالم العربي كله، وهذا ابلغ الرد على الذين يتهمون دعاة الشريعة بالمتطرفين وينادون بإسقاطهم لكي يعم الخير على البلاد.
رابعا: ثم بين السلطان بأن الربا من أخطر المعاصي التي حذر الله تعالى منها وطالب بإسقاط الفوائد الربوية عن قروض المواطنين وتشريع منعها في المستقبل وجعل تمويل احتياجات المواطنين وفقا للمعاملات الشرعية في جميع المصارف وشركات التمويل، وكم اتعجب من ردة الفعل القوية لبعض وسائل الإعلام على ذلك الكلام، فالسلطان لم يطالب بإغلاق البنوك الربوية دفعة واحدة وانما تمويل احتياجات المواطنين من دون فوائد ربوية، وهو ما يتوافق مع العقل والمنطق قبل الدين، والنكسات التي مر بها العالم خلال اقل من قرن من الزمان قد كشفت ذلك بوضوح، وتبين بأن من أهم اسبابها هو تضخم الارباح الربوية واستيلاؤها على جميع مدخرات الدول والافراد ومحق البركة (تمحق الله الربا ويربي الصدقات).
خامسا: ثم تكلم السلطان عن مظاهر الفساد التي عمت البلاد خلال السنوات الاخيرة والتي تمثلت في غياب القيادة وسوء الادارة وتضارب المصالح وصراع الاقطاب ومن آثاره البارزة ضيق سعة المؤسسات التعليمية الجامعية عن استيعاب الطلبة وتدني مستوياتها، وتراجع الخدمات الصحية والكهرباء، وطالب السلطان بإصلاحها وتشجيع القطاع الخاص وخلق فرص العمل وتطبيق خطة التنمية وتطبيق القوانين التي اقرها المجلس.
سادسا: اخيرا ركز السلطان على حماية امننا الخارجي عن طريق الكونفيديرالية الخليجية وفق نظام لا يسلبنا استقلاليتنا، وحماية امننا الداخلي عن طريق حل مشكلة المناطق الخارجية ومشكلة البدون، ولم ينس ان يتطرق الى اهم قضية تشغل بال كل كويتي وهي التصدي للنظام المجرم في سورية وكشف مخازيه امام العالم ودعم الشعب السوري المنكوب.
ان الذين تكلموا على السلطان وقالوا بأنه قد تكلم عن برنامجه الانتخابي، نقول لهم بأن هذا هو برنامج جميع الكويتيين المحبين لبلادهم والمخلصين لها.

هدم الكنائس!
أتعجب من بعض تصريحات الاخوة النواب التي تتنافى مع الواقع وتسبب الاحراج للكويت في الخارج ومنها تصريح النائب اسامة مناور بإزالة الكنائس في الكويت، فهل يعقل ان تقدم الكويت على مثل هذه الازالة وما المصلحة في ذلك؟! وهل فكر النائب في ردة الفعل الدولية على مثل تلك التصريحات واحتمال معاملة الدول الاخرى لنا بالمثل وذلك بازالة المساجد فيها؟!
وبحسب اصح الاراء الفقهية فإن الذي يُـمنع المشركون من سكناه منها الحجاز وخصوصا مكة والمدينة واليمامة وما ولاها لا فيما سوى ذلك مما يطلق عليه اسم جزيرة العرب لاتفاق الجميع على ان اليمن لا يمنعون منه، وهذا مذهب الجمهور من الفقهاء كما ذكر الحافظ بن حجر في القاموس.
وللأخ اسامة عبرة في ان علماء الكويت منذ تأسيسها لم يناد احد منهم بإزالة الكنائس فيجب ألا يخرج علينا نواب بأمور مستنكرة.


د. وائل الحساوي

تعليقات

اكتب تعليقك