أيها النائب 'صرّح بالتي هي أحسن'

ذكر أحد النواب الأفاضل بأنه سيتقدم باقتراح قانون لإزالة الكنائس من الكويت مستندا على قول الرسول صلى الله عليه وسلم ' لا دينان في جزيرة العرب'، ومنع بناء كنائس جديدة. وقد استغرب النائب الفاضل من الذين يدافعون لإبقاء الكنائس ويبرر تصريحه بأن هناك موافقة من وزارة الأوقاف ببناء كنيسة جديدة استوجبت تحركه. كما أكد انه لن يتراجع عما قاله إلا في حال تراجع الأوقاف عن موافقتها لبناء الكنيسة الجديدة وإلا هو ماض في ذلك.
نحن نستغرب موقف النائب الذي اقسم على أن يحترم الدستور وهو لا يطبق المادة ٣٥ ، ونقول له لا تستغرب أيها النائب من الذين دافعوا على إبقاء الكنائس فهم لم يرجعوا إلى نص المادة المذكورة . ولكنهم مسلمون ورأوا أن هذا التصريح يتنافى مع العقيدة الإسلامية السمحة ، مستندين على قول الله تعالى   {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } الممتحنة:8 وكلمة تبروهم وتقسطوا إليهم هي كفيلة بالرد على استغرابه . فالدين الإسلامي يطالبنا بالتعامل الحسن وتقوية العلاقات الإنسانية بما يفيد الإسلام، ونهانا عن موالاة من يضر بالإسلام والمسلمين ولا اعتقد أن الأخوة المسيحيين في الكويت يقومون بأعمال مضرة بالإسلام والمسلمين. ناهيك عن المضرة التي أنت ستجلبها إلى الإسلام بتصريحك هذا. ونحن نستغرب عندما تحتكر الإسلام فقط في شبه الجزيرة العربية، ألا تجد أن احتكار الإسلام في مكان واحد لا يساعد على انتشاره؟ ألم تضع في اعتبارك أنك تدعو بطريقة غير مباشرة إلى الدعوة لهدم بيوت الله في العالم غير الإسلامي ؟ ألا تجد أنها فرصة ذهبية لمن يتربصون بالإسلام لمضايقة المسلمين ؟
كما أن الإسلام دين خلق ووضح لنا نهج التعامل مع الآخر وخص أهل الكتاب بقوله تعالى {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} العنكبوت ٤٦ ، ما صرحت به أخي النائب سواء بهدم الكنائس أو بعدم بناء كنائس جديدة لا يتعارض مع الدين أو الدستور بشيء ، واعتقد أنك على علم بأن هناك مواطنون كويتيون مسيحيين  وليس فقط مقيمين ، كما أننا على علم أن دولة الكويت ، دولة مدنية تحتكم إلى الدستور و الشرع ، والدستور يكفل لهم الحق في ممارسة شعائرهم الدينية ، و الشرع يرحب بهم كأخوة متحابين والتعايش معهم ، ويفرض علينا احترام كرامتهم، وصيانة حقوقهم ، وترك لهم الحرية في الجدل والمناقشة في حدود العقل والمنطق، مع الالتزام بالأدب والبعد عن الخشونة والعنف ، ولله في ذلك حكمة.