الشكيل الحكومي متواضع وآيل للسقوط على مذبح »الحرابيش«، برأى التركي

زاوية الكتاب

كتب 727 مشاهدات 0



الشاهد

عبدالأمير التركي
نحتفظ برأينا في التشكيل الحكومي، الآيل للسقوط على مذبح »الحرابيش« فالقضية ليست قضية حكومات، ضعيفة او قوية او تكنوقراط، القضية بالمختصر المفيد جداً أن كل ما نشهده الان وما سنشهده مستقبلا على المسرح السياسي وبعيدا عن الربيع العربي الاسلامي الاميركي، ما كان له ان يوجد لولا معاناة البلد من وجود فراغ سياسي عميق جدا دفع التيارات الاصولية - الاخوان والسلف- في المجتمع الى تعبئته والى انابة نفسها والية على شؤونه بقرار ذاتي واستنساب فردي بعيدا عن الدستور وعن النظم واللوائح،ولن نختبئ وراء أصابعنا ولننخادعالنفسونذكر ان ما يشهدهالمسرح السياسيالكويتي في هذه المرحلة المفصلية الحرجة، كناية عن تعبير صارخ عن وجود الفراغ، وتعبير صارخ اكثر عن ان هذا الفراغ ناتج عن تعاقب الحكومات الضعيفة على البلد - وللاسف لم تزل هذه المعضلة حتى يومنا هذا - وعندما يواجه المجتمع تعاقب مثل هذه الحكومات تتأهب تلك الحركات الاصولية لملئه بشتى الطرق والاساليب نادبة نفسها الى جانب الخلاص السياسي وبديلا عن الحكومات الضعيفة، فهذه الحكومات ولدت الفراغ بضعفها فهي منذ اكثر من ثلاثين سنة تخلت عن صلاحياتها وعن مسؤولياتها في ضبط الحركة السياسية العامة، وتركت وظائفها للحركة الاصولية »الإخوان« التي تمحورت حول مصالحها ونواياها الباطنية وبدأت تمارس ولاية الرأي على الحكومات الضعيفة وتملي عليها اتخاذ القرارات التي تناسب مصالحها في الفراغ السياسيالذياحدثتههذهالحكومات الضعيفةوغير المؤهلة،بدأت الاطراف الاصولية الفاعلة وعلى شتى مستوياتها - وقبل بزوغ فجر الربيعالاميركي - تأخذ مسؤولية الحكومة في التداول في الشأن السياسي العام وانتدبت نفسها مرجعا له وتحولت الى مرجعيات بديلة عن المرجعية الشرعية للحكومة.
في وضع من هذا الشكل، وفي اعلان تشكيل حكومي متواضع لمجرد اجراء انتخاب رئيس ونائب الرئىس للسلطة التشريعية، لا ينشأ الفراغ السياسي وحسب، ولا تنشأ مرجعيات الامر الواقع وحسب، بل تفتح الابواب امام فوضى سياسية قادمة وبعنف تسمح للحركات الاصولية الفاعلة بادعاء الولاية والحاكمية الأمر الذي يمهد الى قيام ما هو اكثر من الفوضى أي الى تهديد النظام العام واعطاء الاشارة للطامحين كي ينطلقوا في مغامرات سياسية »ربيعية«قد تسفر عن نتائج لا تحمدعقباها، ونحن نتوقع حدوثهذاالذيلاتحمد عقابه فيالقريب العاجل.
فقد اصبح وجود الاحزاب امرا واقعا - وهذا ما سيضيع حكم آل صباح، ويضيعنا -والحكومات الضعيفة المتخاذلة التي دوما تنشد الستر، بدل ان تمنع مثل هذه الولادات السفاحية من الاساس، نراها بضعفها تذهب الى احزاب الامر الواقع لتبرم معها الاتفاقات السياسية وتتوصل معها الى التسويات بعد مساومات شاقة وعسيرة، والمصيبة التي يجب ان يفهمها سمو الشيخ جابر المبارك، ان ضعف الحكومات، لم يتولد عنه الفراغ السياسي، بل تولد عنه ايضا قصور هذه الحكومات في أداء واجباتها وصلاحياتها فتراكمت القضايا والمشكلات وتعقدت، وفسد عمل الجهاز الوظيفي وانتشرت الرشاوى وعمت الواسطات وتراجعت سلطة القوانين ووصل الامر بنا الى قيام سلطات امر واقع تنافس سلطة الحكومات الشرعية ولم تزل بل وتتغلب عليها.
نحننقول لا تصدقوا هذه الهدنة»الرئاسية«انهم يعدونالعدةلساعة الصفر.. فلابد من اتخاذ الاجراءات الصارمة، والضرب بدكتاتورية تطبيق القوانين دون رحمة، فاننا نتوقع المزيد من الفراغ السياسي الخطر وننتظر المزيد من الفوضى السياسية ومن اثارة الفتن الطائفية الخسيسة التي تهدد حياتنا برمتها، والقرار لمن بيده القرار.
حكمة اليوم:
»ذوو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء«!

تعليقات

اكتب تعليقك