رئيس الحكومة لم يقرأ نتائج الانتخابات جيدا، براى محمد الدوسري

زاوية الكتاب

كتب 517 مشاهدات 0


 

عالم اليوم

غربال
حكومة من بالضبط؟
كتب محمد مساعد الدوسري
مع التشكيل الحكومي الجديد، نجد أن رئيس مجلس الوزراء يطلب من الإصلاحيين مساعدته للدخول بالحكومة، وهو ما بادرت الكتل البرلمانية بتحقيقه من خلال مد يد التعاون وإعلان برنامج عمل قائم على قوانين وإجراءات ضرورية للدخول في هذه التشكيلة الجديدة، إلا أن ذلك قوبل بالرفض مع مساومة بـ 3 مقاعد وزارية بعد أن تم رفض طلب الكتل المتمثل بـ 9 مقاعد برلمانية، ولكن لماذا الرفض؟.
نعرف أن الحكومة الجديدة ستتألف من وزراء سيكون من ضمنهم ما لا يقل عن 3 وزراء ينتمون للتيار الليبرالي، وهو تيار سقط سقوطا ذريعا في الانتخابات، ومع ذلك فإن الحكومة ستعود بهم إلى سدة القرار، وهذا دليل أن رئيس الحكومة لم يقرأ نتائج الانتخابات جيدا، أو أن الليبراليين بالتعاون مع التجار هم المسيطرون على تشكيل الحكومات سواء الآن أو في الماضي، وهذا أمر يدعو للاستغراب، فهل الكويت مجرد مجموعة من الليبراليين والتجار الذين رفضهم الشعب في الانتخابات الأخيرة.
رئيس الوزراء الجديد أعلن أن حكومته لن تقوم على نظام المحاصصة، بينما نجد أنها تعتمد على توزير بعض المنتمين للتجار وآخرين لشخصيات معينة، وهي محاصصة بطريقة أو بأخرى، إذن ما الذي تغير؟، ولماذا ترفض الغالبية البرلمانية التي جاءت بإرادة شعبية، علما أن الشعب هو مصدر السلطات، وهو ما يكشف أن الحكومة الجديدة تأتي بخلاف رغبة الشعب مصدر السلطات، فماذا تركوا للدستور والنصوص الدستورية التي تحتم احترام رغبة الشعب مصدر السلطات وأكررها هنا للمرة الثالثة ليعلم الجميع أن ما يجري لا يتواءم مع مخرجات الشعب في الانتخابات الأخيرة.
المذكرة التفسيرية للدستور تؤكد على ضرورة الذهاب إلى شكل النظام البرلماني، وهذا النظام يقوم على مبدأ تداول السلطة غير الموجود حاليا في نظامنا السياسي، ولكن بتطبيق هذا النظام البرلماني بما هو متاح، فإن دخول أغلبية وزارية تنتمي لتيار الأغلبية في البرلمان هو الطريق الطبيعي لتطبيق ما ورد في المذكرة الدستورية، وهذا سبب جديد يدعو للاستغراب من رفض رئيس مجلس الوزراء الجديد لشروط كتلة الأغلبية في البرلمان.
السبب الوحيد لرفض شروط تيار الأغلبية في البرلمان هو الرغبة في استمرار الوزراء كموظفين كبار يستمعون للأوامر وينفذوها، لا وزراء دولة يناقشون ويعملون ويتفاوضون لتحقيق الأصلح والأفضل للشعب الكويتي، ورغبة ببقاء الأمور كما هي عليه طوال العقود الماضية، وتخوف التجار من وجود حكومة أغلبية ستفقدهم نفوذهم وتفتح ملفات الفساد الكثيرة التي تتعلق بهم، فهل عرفنا حكومة من بالضبط؟

 

تعليقات

اكتب تعليقك