الدعيج يحذر من الدفع بالكويت الى شفير الهاوية

زاوية الكتاب

كتب 870 مشاهدات 0



القبس

الحذر.. الحذر
كتب عبداللطيف الدعيج :

محيطنا الإقليمي يمر بمرحلة مخاض قلقة ومضطربة وصعبة. تهاوت عروش، وتتعرض انظمة الى التحديات والهزات، وينطلق الكثيرون في كل مكان محاولين ان يتجنبوا القدر المحتوم، بينما الاكثر ينشطون كي يجدوا لهم مكانا في التغيرات الاقليمية العنيفة التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.
والكويت بحكم حرية الحركة ومقدار الجرعة السياسية الزائدة، هذا الى جانب توفر وسائل الاتصال الحديثة، والوقت، الذي يبدو ان اغلب الكويتيين لديهم الكثير منه، الكويت تشكل حاليا مكانا خصبا للبعض كي ينفث سمومه او يتخلص مما يثقله،او يزرع بذور تجاربه. والكويتيون ايضا، مع الاسف، لديهم الاستعداد والامكانية لتقبل ذلك والمساهمة فيه بحكم التنوع والتناقض، او بالاحرى التنافر الذي شهده المجتمع الكويتي في الحراك الصاخب الذي جرى ولا يزال ساريا منذ سنوات.
لدينا البعض، ممن يطلق الإشاعات، وعندنا الكثيرون ممن يتلقفونها ويضخمونها ويحاولون بذلك تحقيق مصلحة او مساندة هدف او فك مشكلة مزعجة. وهم بهذا يدفعون بالكويت الى شفير الهاوية، وبمواطنيها الى أتون الصراعات والاختلافات العبثية. هذه الاختلافات، التي تتحول بحكم الشحن والاستعداد الطائفي والقبلي وحتى السياسي الى صراعات تقترب حاليا، مع الاسف، من الحروب والتناحر المكلف على الناس جميعا.
في هذا الجو الملبّد والمكهرب، لا نملك الا ان ندعو المواطنين الى الحذر، ثم الحذر. فكثير من المتورطين مع شعوبهم او الباحثين عن ازمات يستثمرونها لمصلحتهم يسعون بطرق، قد تخطر وقد لا تخطر على بال المواطن الغافل، يسعون الى زرع الفتنة وترويج الاشاعة، ودس «العزيزو» ايا كان شكله ومصدره بين المواطنين. لن نوجه تحذيرنا ونصائحنا الى الحكومة، فنحن على يقين انها باجهزتها وبخبرتها على وعي ومتابعة لما يجري. واذا كان ثمة رجاء هنا، فرجاء ان يكون التعامل مع المغرضات والاشاعات حاسما ووفق القانون والدستور. لهذا نعود مرة اخرى الى المواطن، المستهدف والمواطن الذي يشكل، رغما عنه في اغلب الاحيان، رأس الحربة او حصان طروادة الذي يستخدمه المغرضون والمخربون لزعزعة أمنه هو، والتطاول على استقراره والتعريض بمصالحه. نعود لنكرر: الحذر.. الحذر، فالمتربصون كثر، وكل يتحين الفرصة، فلا تكونوا صيدا سهلا للمخربين من اعداء الوطن او المتهورين ممن يبحثون عن الشهرة دون ان يسألوا عن الثمن.

عبداللطيف الدعيج

تعليقات

اكتب تعليقك