يافرحة ما تمت..محمد بن ناجي معلقا على إشاعة اعتذار الشيخ حمد الجابر

زاوية الكتاب

كتب 1649 مشاهدات 0



الوطن

مجلس طرح ثقة!

محمد بدر بن ناجي

والآن وبعد أسبوع أو أكثر من اعلان نتائج انتخابات مجلس 2012 وانتصار قوى المعارضة بحصولهم على 28 مقعدا وقد يرتفع العدد الى 32 في الأيام القادمة، وتأكيد وصول النائب أحمد السعدون الى كرسي الرئاسة.. أصبح ليس لدى الحكومة الا ان تأتي بوزراء تكنوقراطيين ورجال دولة أي حكماء ممن لديهم القدرة على التعاون مع مجلس 2012 ذي الـ32 معارضا وخصوصا بعد اعتذار عدد من الوزراء السابقين عن دخول الحكومة الجديدة... لا شك ان المرحلة القادمة حسب ما يرى الكثير من المراقبين اما ان تكون مرحلة تعاون بين السلطتين وتخطي جميع العقبات التي تعترض مسيرة البناء والتطور أو (العكس) تماما وهذا العكس من يدري.. قد يقودنا الى نتائج لا تحمد عقباها لا علينا ولا على وطنا... (22 اسلاميا، 7 شيعة و5 ليبراليين، 5 مستقليين و11 قبليا) وخروج المرأة ولعل هذه النتائج تدفعنا الى سؤال واحد هو، هل هذا ما يريده الكويتيون..؟ لا أعتقد فالكويتي بطبعه يحب المغامرة والتغيير والدليل أوراق الاقتراع التي نشر عنها في الصحافة و(دوخت) الناس فمنهم من انتخب (أحمد السعدون، فيصل المسلم، نبيل الفضل، ومحمد الجويهل) والواضح من صاحب هذه الورقة انه اراد ان يتسلى بالوطن فانتخابه اثنان تماما ضد الاثنين الآخرين لا يعني الا انه وغيره يريدون تغيير نجوم المسلسل البرلماني ليكون اما دراما أكشن أو دراما تراجيدي، وقد يكون السبب الآخر باختيار نواب اسلاميين بسبب نجاحهم في كسب ثقة المواطنين قبل وأثناء فترة الانتخابات ووعودهم على تهدئة الوضع وبدء مرحلة العمل الجاد، واخيرا وليس آخر قد يكون السبب الرئيسي هو (التغيير) مثلما حصل في انتخابات 2009 ودخول 4 نساء... وقد لا أتفاجأ في المستقبل القريب وصول اكبر عدد من المستقلين والليبراليين وسقوط الاسلاميين اذا لم يوفقوا في ادائهم!
ذكرت في مقالات سابقة عن نضجنا السياسي ومراهقتنا الديموقراطية وها نحن اليوم نؤكد نضجنا السياسي في سير العملية الانتخابية من جهة وخوض الانتخابات من جهة أخرى وقد شاهدنا سقوط مرشحي فرعية احدى القبائل وهذا شيء طبيعي بعد 50 سنة من الممارسة السياسية.. أما الديموقراطية فكما ذكرت تعيش في سن مراهقتها ولا يمكن لها ان تنضج الا بإشهار الاحزاب السياسية التي بلا شك ستغير الخارطة السياسية ومسيرتها العرجاء وغير المستقرة، فنظام الاحزاب يزيد من الاستقرار السياسي في البلد ويخلق لدى الناخب وعيا في كيفية اختيار الحزب الذي يراه يناسب أفكاره ويحقق أهدافه، والخطوة التي تلي اشهار الاحزاب هي اعادة توزيع الدوائر الخمس التي ساهمت وبشكل واضح في ترسيخ مفهوم الطائفية والقبلية لدى الناخبين والناخبات لتخرج لنا نوابا من مختلف أطياف المجتمع الكويتي، فإلى متى والدائرتان الرابعة والخامسة مثلا مقتصرة فقط على القبائل أي أكثر من %40 من كراسي البرلمان... فاشهار الاحزاب قد يدخل في قائمة واحدة سنة وشيعة وحضر وبدو اضافة الى نساء وهذا ما نحتاجه لتنضج ديقراطيتنا وتصل الى سن سياستنا بعدها وعندما تكون اغلبية المقاعد لحزب ما، لا مانع بأن يساهموا في اختيار أعضاء الحكومة وهذه هي الديموقراطية والا فلا...
< هناك طعون من عدد من النواب السابقين والذي لم يحالفهم الحظ في مجلس 2012 وعند سؤالنا لأحدهم عن السبب أجابني (اللجان الفرعية والرئيسية منهم من يسمح لمندوبي المرشحين للاطلاع على اوراق الاقتراع ومنهم من يمنع أي مندوب من ذلك، وهذا أثار شكوكا لدى الكثير من المرشحين!) ومن هنا طرأت لدي فكرة نصب كاميرا خلف القاضي وشاشة كبيرة داخل اللجنة تعمل زووم على كل ورقة وبذلك عملنا على ارضاء الجميع فلا أحد يقف خلف القضاة ولن يصبح هناك مجال للشك لدى المندوبين ووكلاء النواب!
< حزن كبير خيم على أروقة وزارة الاعلام عند انتشار اشاعة اعتذار وزيرها النشط الشاب الشيخ حمد الجابر عن المشاركة في الحكومة الجديدة، يعني يافرحة ما تمت فمنذ زمن لم يأت وزير اعلام بهذا النهج الذي أعاد الابتسامة لشفاة موظفي الوزارة بعد أقل من شهرين منذ توليه المنصب الوزاري.. بصراحة ما ألومه فكما عنونت مقالي، هذا مجلس طرح ثقة فقد يكون برنامج تلفزيوني يعرض على قناة ضد توجه المعارضة ينهي تاريخه.. ولكن نقولها لك يا معالي الوزير أمثالك لا خوف عليهم في ادارة البلد في هذه الفترة فأنت أهل لها وتستطيع بابتسامتك وشخصيتك الديناميكية ان تستكمل ما بدأته في تنظيف وزارة الاعلام واعادة أمجادها والسير على طريق والدك رحمة الله عليه.. لا تخيب أمل موظفي الاعلام فهم بحاجة الى رجل بمواصفاتك لتعبر بهم الى برِّ الأمان.. وفي النهاية الخيار يبقى لك.
< ذكرنا في مقال سابق أننا نحتاج الى مجلس أمة تكنوقراطي وها نحن اليوم لدينا مجلس يضم طبيبا وقاضٍ ومدرسا واعلاميا واماما وخطيبا ودبلوماسيا سابقا وعددا من العسكريين السابقين والمحامين والمهندسين والطيارين... فنأمل ان يوظف كل منهم خبراته في تنمية وتطوير هذا البلد الذي يحتاج منا الكثير للنهوض به مرة أخرى.. نأمل ذلك!

محمد بدر بن ناجي

تعليقات

اكتب تعليقك