البغلي يصفه بمجلس وأد الحريات والأسوأ في تاريخ الكويت
زاوية الكتابكتب فبراير 11, 2012, 1:01 ص 955 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم
مجلس وداعاً للحريات.. و«زينجر» مجلس 2012!
كتب علي أحمد البغلي :
زميلنا العزيز حسن العيسى كتب في صحيفة «الجريدة» (2012/2/7) ما مفاده أن أبطال فعاليات ساحة الإرادة ومن ساندهم هم من رجعوا إلى مقاعد المجلس، لأنهم حاربوا الفساد والرشى السياسية. أما من لم يقف معهم ولم يساندهم بوضوح، فلم ينجح بالرجوع إلى المجلس، وعلى رأسهم ممثلا الحركة الوطنية صالح الملا وأسيل العوضي.
ونرد على حسن ابن الشيخ يوسف بن عيسى، «شوي شوي علينا بو حامد» ما تتكلم عنه وما حصل في ساحة الإرادة في الشهور الأخيرة، صورته كصورة لما حدث في ساحة الباستيل الباريسية التي هاجمت جموع جماهيرها سجن الباستيل وحررت سجناءه أواخر القرن الثامن عشر، ورأينا تلك اللحظات التي خلدها الفنان الفرنسي الأشهر «دو لاكروا» بلوحته الشهيرة «الحرية تقود الشعب» التي نرى فيها المواطنة الفرنسية «ماريان» عارية الصدر تقود الجماهير تحت راية علم فرنسا الثورة المرفرف.
هنا يا بو حامد ثوارك الكرام لم نرّ بينهم وجه أو قامة ماريان، بل رأينا سحنات غاضبة وحناجر زاعقة يقودها مسلم البراك والطبطبائي وهايف وفيصل المسلم، ورأينا الخلفية صورة لجماهير لم نتبين منها إلا سحنة عباس الشعبي! وهي تقوم باقتحام قاعة عبدالله السالم عن طريق الكسر!
* * *
المجلس الذي فرحت بوصول أبطال ثورة ساحة الإرادة (باستيل الكويت) إليه، دشنوا أعمالهم باقتراحاتهم الأزلية بتعديل المادة الثانية من الدستور، وتعديل بعض مواده بما يتوافق مع هواهم ومسكهم بزمام مفاصل المجتمع كلها، ونذكّرك بإنجازات أبطالك المجيدة السابقة، وهي قوانين عدم منح الجنسية لغير مسلم، ومنع الاختلاط، وضوابط الحفلات الـ 13، ولجنة الظواهر السلبية، ومنع عمل المرأة مساء وتعديل قانون المرئي والمسموع، بوضع القيود والسلاسل على حرية الرأي والتعبير إذا ما تجاوزت ثوابتهم! أبطالك يا حسن جأروا بالصراخ على فعاليات «هلا فبراير» الهزيلة التي صوروها ككرنفال ريو دي جانيرو! لتخنع لهم حكومتك (قلب الأسد) وتخضع وتصدر فرماناً بعدم بث فعاليات «هلا فبراير»، من خلال وسائل إعلامها المرئية والمسموعة (وكأنه فيه أحد يتابعها!)، وآخر إبداعاتهم هي توجيههم الأوامر لوزارة التجارة بمنع أي مظاهر للاحتفال بالفالانتاين!
والحبل على الجرار نتوقع من أسوأ مجالس الأمة في تاريخ الكويت أن يكون مجلس وأد الحريات، أو ما تبقى منها، ومع الأسف أن يصفق لمثل هذا المجلس وأعضائه، من أفنى تاريخه بالدفاع عن الحريات أمثالك يا حسن!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
* * *
• هامش:
بعد الانتخابات بيومين، أصدرت إحدى الصحف الزميلة في صفحتها الأولى بياناً أو ما تصورته افتتاحية على 8 أعمدة، تقول التالي:
«كالساحر خطف القلوب والعقول، وأصبح معشوقاً للجماهير، بل وصار رقماً صعباً على الساحة ومحوراً لنقاشات وأحاديث المجتمع، والثقة الكبيرة التي يحظى بها بين جمهوره لم تأت صدفة، هو صاحب الرقم القياسي بالأصوات.. إلخ».
وتصورت للوهلة الأولى أن الافتتاحية تتكلم عن أحد الوجوه الجديدة لمجلس 2012، فالكلام ينطبق على أكثر من واحد من الأفذاذ، وإذا بي اكتشف أن ما قيل عبارة عن دعاية تجارية لسندويش جديد ذي نكهة حارة لاذعة ابتكرته إحدى شركات الأغذية السريعة Fast Food، اسمه «زينجر»
فكم «زينجر» كويتي أتت به صناديق انتخابات 2012، «والله يسامحك أيها الناخب الكريم على هذا الابتلاء الذي بليتنا به»!
علي أحمد البغلي
تعليقات