البغلي يتهم البراك بتأسيس نهج الاقتحامات بمساندة الطبطبائي!
زاوية الكتابكتب فبراير 9, 2012, 12:45 ص 962 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم
مدرسة الاقتحامات!
علي أحمد البغلي
نهنئ النائب البارز مسلم البراك على فوزه المؤزّر بأكثر من 30 ألف صوت، أعطوه ثقتهم بمسيرته النيابية ونهجه الديموقراطي وآرائه وتصريحاته وتصرفاته في الشارع السياسي في الآونة الأخيرة.
بوحمود أسس نهجاً لم يسبقه إليه أحد، لا في مجالسنا النيابية السابقة، ولا في أي مجلس نيابي آخر، على حد معلوماتنا المتواضعة. هذا النهج تمثل في اقتحام المؤسسات والمرافق العامة للتعبير الصارخ عن المطالب، وهي اقتحامات لم يقم بها النائب في جنح الظلام، بل قام بها تحت أضواء الإعلام الكاشفة، وافتخر في ما بعد بالقيام بها، ولم يعلن ندمه عليها، بل دعا إلى الصفح والتنازل عن الشكاوى المقدمة ضد الأفراد الذين شاركوه تلك الاقتحامات (من قواته الخاصة!).
الاقتحام الإعلامي الأول الذي قاده «بوحمود» يسانده النائب الزاحف في أنفاق غزة والمختبئ في أقبية «سفينة الحرية»، وليد الطبطبائي، قاد هؤلاء الأفذاذ، أشاوس المنتمين إلى الإدارة العامة للإطفاء، والذين كانوا يحتجون على أمر يقطر «مشروعية وقانونية وعدالة»! فهم كانوا رافضين للخضوع مثل %90 من موظفي الدولة لنظام بصمة الدوام! هذا المطلب اللامشروع تبناه هؤلاء النواب، المسكونون دوماً بهاجس المطالب المشروعة والمحقة، أو اللامشروعة واللامحقة للمواطن أو الناخب، فقادوا اقتحاماً لمبنى الإدارة العامة للإطفاء، وكسروا فيه يافطة مكتب المدير العام، وقد لطف الله بالأخير، ولم يفتكوا به أو يؤذوه جسدياً!
***
دولة القانون الباهت التي لم تتحرك ضد ذلك التصرف اللامسؤول، شجعت هؤلاء النواب وتابعيهم على الاتيان بعمل غير مسبوق في العالم أجمع، وهو اقتحام مبنى والقاعة الرئيسية للبرلمان وهي قدس أقداس كل شعب يؤمن ويعمل بالديموقراطية، فإذا كان قدس أقداسكم يا مسلم هو ساحة الإرادة التي صورتموها للعالم كساحة الباستيل قبل الثورة الفرنسية، فنحن نتمسك بقاعة عبدالله السالم ومنصتها وكراسيها، التي جلس عليها وتبوأ مناصبها شرفاء ونخبة هذا البلد من رجالات، قبل أن يأتينا الزمان الأغبر، بقيادات العمل السياسي المعاصرين!
فعل اقتحام قاعة عبدالله السالم في (الأربعاء) الأسود، والذي ينادي بعض النواب بالتنازل عن الشكاوى المرفوعة بشأنه من دون خجل ولا وجل، لأن لا أحد يمتلك ذلك الحق، لا الرئيس الجديد القادم، لأن المقتحمين بقيادة بعض النواب السابقين، لم يقتحموا منزله الخاص بالخالدية، أو ضاحية عبدالله السالم، أو القادسية، فما اقتحم هو بيت الشعب الذي أهين وعبث بمحتوياته، ولا يملك التنازل عن تلك الشكوى حتى الشعب نفسه، فبيت الأمة هو بمنزلة تراب وأراضي الأمة التي حظّر الدستور التنازل عنها!
***
الإثم الصارخ بتدنيس بيت الأمة تلته أفعال تقلده «القدوة بالقدوة»، فتم الهجوم واقتحام مقر المرشح محمد الجويهل وحرقه وترويع سكان منطقة العديلية، ثم تلاه اقتحام محطة تلفزيون «الوطن» وإتلافها والشروع في قتل أحد المرشحين نبيل الفضل، لتنتهي بحادثة الهجوم واقتحام مقر بعثة دبلوماسية تحميها الأعراف والقوانين الدولية، وهو الأمر المجرّم على كل الأصعدة، بغض النظر عن الرسالة التي كان المطلوب توجيهها بذلك الاقتحام الآثم.
ونرجو ألا يزايد بعض المصطادين في الماء العكر على هذا الرأي، فنحن ضد ما تمارسه السلطات السورية من قتل وتنكيل في شعبها، ونحن مع إبداء الاستنكار ضد تلك الأفعال، بكل وسائل التعبير والاحتجاج السلمي، ولكننا ضد التصرف الهمجي غير القانوني، الذي تم بأوامر التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، ورفع فيه علم طالبان، وتجرأ بعض الوافدين على كسر قوانين هذا البلد، والدوس على اتفاقات وقواعد دولية انضمت إليها الكويت بقوانين ملزمة!.
كل تلك الأفعال والممارسات يرجع فيها الفضل في تأسيس وتأصيل أدبياتها لتصرفات نائبنا البارز مسلم البراك، أطال الله في عمره، وقلل من أمثاله ومقلديه!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي
تعليقات