د.الحساوي يطالب 'الوطني' بالواقعية بعد صدمة الخسارة
زاوية الكتابكتب فبراير 9, 2012, 12:42 ص 625 مشاهدات 0
الراى
د. وائل الحساوي / نسمات / «الوطني» وبس... والباجي خس !
لا أزال اتذكر بوضوح ما سماه الكاتب عبداللطيف الدعيج (كارثة 1981) ويقصد بها فوز 4 مرشحين من التيار الديني وهزيمة جميع مرشحي التيار الليبرالي (أو ما يسميه بالتيار الوطني الديموقراطي) وذلك في اول انتخابات يقرر فيها الاخوان والسلف المشاركة، فقد شاهدنا حملات الهجوم القوي والتشويه للتيار الديني الذي تخطى الشخصيات والمؤسسات الى التعرض للمبادئ الاسلامية والتشكيك في كثير من التشريعات الاسلامية وبيان بأن تطبيقها سيعيدنا الى عصر الهمجية والتخلف، وشاركت اطراف حكومية في تلك الحملة وسخرت لها اجهزة الاعلام الى ان جاءت انتخابات 1985 ليحصل التيار الليبرالي على مقاعد كثيرة، من دون ان يستطيع اسقاط التيار الديني.
من الواضح ان البلد سيعيش مرحلة مشابهة لكارثة 1981 بعد ظهور نتائج 2012، بل ان بوادر الحملة قد بدأت بالفعل وتكرر الحديث عن ان هذا المجلس تأزيمي وان المتعصبين والتحالف الديني القبلي يسيطرون عليه، وان حل المجلس لن يستغرق اكثر من ستة اشهر، بل ان عبداللطيف الدعيج قد قدم نصيحته لنائبي التحالف الوطني مرزوق الغانم والصقر بعدم اداء القسم والانسحاب اليوم.
وقد شعرت بالحزن لتصريح النائب مرزوق الغانم الذي اكن له كل التقدير واشعر بأنه من خيرة نواب التكتل الوطني والذي صرح بقوله (المجلس المقبل الذي جاء متطرفا في جميع النواحي).
اما الاعلامية اقبال الاحمد فقد قالت في مقالها في «القبس»، «الغريب ان معظم من فاز في هذه الانتخابات هم المتطرفون من الجهتين: السنة والشيعة، ومن سقط هم المعتدلون، من الجانبين»، ودعونا ننظر بموضوعية الى حقيقة تلك الاتهامات:
أولا: الكل يعترف بأن هذه الانتخابات هي الاكثر نزاهة وبأن كل من بان عليهم شبهة الاستفادة من المال العام او الخضوع غير المبرر للحكومة واتخاذ المواقف المشينة او حتى التذبذب في المواقف قد اسقطهم الناخبون، اذا فالاتهام بالتطرف هو اتهام للشعب الكويتي الذي كان شعاره في تلك الانتخابات هو البحث عن النزاهة والنظافة ومحاربة الفساد.
ثانيا: هذا الكلام يعني بأن من كان في التيار الوطني هو المعتدل وهو النزيه بينما كل من ينتمي للتكتلات الدينية ومن ينتمي الى القبائل او المحايدين او غيرهم من التيارات الشيعية هم من المتطرفين، فهل عجزت نساء الكويت ان تلد اناسا معتدلين غير التكتل الوطني؟!
ثالثا: اعلم بأن حجم الصدمة كبير على التكتل الوطني لرسوب كثير من عناصره ولكن ليكونوا واقعيين فلم يحاربهم او يتسبب في رسوبهم احد عدا المواقف التي وقفوها في المجلس السابق، والتذبذب الذي ساروا عليه وقبضهم ثمن تلك المواقف من توزير ومناصب عليا، ثم عندما شعروا بقرب غرق مركب الحكومة حاولوا تحسين صورتهم واتخاذ المواقف الصلبة، لكن الشعب الكويتي ليس بالغباء بحيث تنطلي عليه تلك الخدعة (فلا تلوموا الناس ولوموا انفسكم).
رابعا: فوز الاسلاميين الذي اعتبروه سبب التطرف ليس جديدا على المجلس بل سبقه فوزهم في انتخابات 2008 بأكثر من 20 عضوا، ومعروف ان انتخابات مجلس 2009 قد حدث فيها كثير من الاختراقات وشراء الاصوات، وتم تشويه صورة الاسلاميين وبأنهم سبب التأزيم، ثم جاء «مجلس القبيضة» ليحل محله فماذا حدث؟! ولماذا لا ينظر هؤلاء الى العديد من الدول العربية والاسلامية التي جرت فيها انتخابات حرة جاءت بنسبة كبيرة من الاسلاميين؟! ولماذا لا يدركون بأن الشعوب المسلمة اذا تُرك لها المجال للاختيار فلن تختار غير الذين يرفعون شعار الشريعة الاسلامية؟!
كنت اعتقد بأن جورج بوش الابن وبن لادن هما الوحيدان اللذان يقسمان العالم الى محور الخير ومحور الشر، الى ان جاءت انتخابات 2012 لنكتشف بأن هنالك من يسبقهما ويزايد عليهما!!
د. وائل الحساوي
تعليقات