إلغاء الداو كان متسرعا، والفرصة قائمة لتجاوز العقوبة، برأى فيصل الزامل
زاوية الكتابكتب فبراير 8, 2012, 12:12 ص 858 مشاهدات 0
الأنباء
«ليس العيب أن تخطئ.. العيب أن تصر على الخطأ».. في موضوع «الداو»
الأربعاء 8 فبراير 2012 - الأنباء
بعيدا عن التشاؤم والتفاؤل، ربما كانت هناك أسباب كثيرة لفوز د.جمعان الحربش بالمركز الأول في الدائرة الثانية، وأظن أن من بينها تصديه القوي لقرار إلغاء مشروع «الداو كيميكال» ليس من قبيل أنه مع أو ضد، ولكن لأن الإلغاء كان متسرعا لقرار مدروس، وبغير مماحكات لفظية حول هذا الأمر الذي كان سينقل الكويت الى مرتبة شركة سابك السعودية في الصناعات البتروكيماوية تبين لنا ما يلي:
بعد الكويت.. وقعت شركة الداو عقد شراكة مع آرامكو السعودية بقيمة 20 مليار دولار، تأسست بموجبه شركة «صدارة» مناصفة بين الطرفين وتوفر فرص عمل لـ 100 ألف مواطن سعودي، ويتوقع لها أن تحقق إيرادات تصل الى 10 مليارات دولار خلال بضع سنوات من التشغيل الذي سيبدأ عام 2015 مدفوعا بأداء الشركة الأم التي حققت العام الماضي زيادة في الأرباح بلغت 73%، جزء منها يعود الى شراكتها الناجحة في «ايكويت» التي كلفت الكويت ملياري دولار فقط بينما تبلغ قيمتها الآن 6 مليارات دولار، عدا قيمة الصادرات التي تمثل 80% من إجمالي صادرات الكويت غير النفطية.
اليوم، يا سعادة النواب الكرام أمام الكويت فرصة لتطبيق مبدأ «ليس العيب أن تخطئ.. ولكن العيب أن تصر على الخطأ» فنحن نواجه حكما قضائيا قريبا بتغريمنا ملياري دولار ومع ذلك لاتزال الفرصة قائمة - حسبما نشر - لإقامة شراكة ناجحة وحتى تعديل الاتفاقية بما يفسح الطريق لتطبيقها فورا، وبدلا من دفع مليارين مجانا سندفعهما كجزء من رأسمال استثمار استراتيجي.
نعم، النواب أمام فرصة لممارسة قوة الأغلبية - التي أشار اليها د.جمعان الحربش - وذلك في موضوع يحفظ موارد الدولة من الهدر، وهي فرصة أيضا لبيان أن هذه الأغلبية مستقلة عن التأثير الذي وصفه د.أحمد الخطيب بقوله «الإخوان يطبقون منهجنا»، وهو منهج قديم يقوم على «إبراء الذمة بغير انجاز المهمة»، وهذا بالطبع لا يبرئ الذمة أبدا فقد أتيحت له الفرصة في 56 سنة مضت مارس خلالها التأثير المباشر وغير المباشر لصياغة النظام العام للدولة، واكب خلال هذه السنوات إدارة هذا البلد من موقع التأثير المباشر - عبر الاستشارات المكثفة - لأكثر من نصف قرن، وكذلك من خلال دخول ممثليه والمحسوبين عليه في الوزارات المتعاقبة، بشكل لا يملك معه القول بعدم مسؤوليته عما وصل اليه الحال.
تعليقات