الشعب اقتصّ سياسيا من نواب الحكومة، برأى وليد الغانم
زاوية الكتابكتب فبراير 7, 2012, 1:04 ص 571 مشاهدات 0
القبس
الشعب أقام القصاص السياسي
كتب وليد عبدالله الغانم :
من فوجئ بهذه النتيجة الحاسمة والصاعقة للانتخابات، يبدو أنه لم يقرأ أحداث البلد خلال السنة الماضية جيداً، أو تمنى ألا يقبل الناس على التصويت بهذا الحماس، وفي كلتا الحالتين خاب ظنهم، لقد قال الشعب كلمته.
النفس العام في المجتمع، هو الحنق الشديد من أداء الحكومة وممارساتها المتعثرة سياسياً واجتماعياً وإدارياً. الحكومة السابقة فشلت فشلاً ذريعاً في إدارة شؤون البلد، وانشغلت بمواجهات النواب، وعطلت الممارسات البرلمانية، وتفرغت لعقد الصفقات مع الكتل أو النواب لضمان بقائها أطول مدة ممكنة، ولما استنفدت رصيدها سقطت السقوط الذريع.
لم يكتف الناس بزوال الحكومة، أرادوا تحقيق العدالة السياسية والاقتصاص من أعوانها، فكانت النتيجة الساحقة بإبعاد النواب المحسوبين عليها والكتل المتضامنة معها، والإتيان بوجوه جديدة تواجه التردي السياسي وتصلح المسار الاجتماعي الذي تم تزوير إرادته وحقيقته بفعل قنوات إعلامية فاسدة، وتنظيمات سياسية مغشوشة.
النواب المحالون إلى النيابة على خلفية الإيداعات تم إقصاؤهم طيباً وعنوة، 13 نائباً ممن تغيّبوا أكثر من جلسة عن رفع حصانة زميلهم فيصل المسلم تم إقصاؤهم، 16 نائباً وافقوا على شطب استجواب السعدون والعنجري للرئيس تم إقصاؤهم، 14 نائباً وافقوا على سرية استجواب الرئيس 2009 تم إقصاؤهم، وغيرها من المواقف النيابية التي مالت إلى جانب الحكومة ضد الشعب، فمالت خيبتها على أصحابها.
في هذه الانتخابات تضاءلت الفرعيات القبلية، وبدأت مواجهتها من أبناء القبائل مبكراً، بالمشاركة الضعيفة فيها، ثم تجاوز مخرجاتها، وعدم الالتزام بها في التصويت في الرابعة والخامسة، بخسارة 4 مرشحين فازوا بالفرعية، وخسارة المسيلم الرشيدي والحويلة العجمي، وهذا التحول في الاختيار في الدائرتين الرابعة والخامسة أمر يستحق الإشادة والإبراز، وتعزيز مفاهيمه من الصحف ووسائل الإعلام، مثلما تمت محاربة الفرعيات من خلالها بشدة.
السقوط الذريع للنساء كان متوقعاً، فخديعة الشعب بأدائهن بشكل عام ظهرت من بدايات المجلس السابق، ووقوف 3 منهن إلى جانب الحكومة السابقة بشكل سافر، وظهور رائحة الطرح الطائفي من بعضهن جعل الناس يميلون عنهن بلا تردد.
لقد قال الشعب كلمته، واقتصّ من نواب الحكومة، وأما التكتل الوطني، فقد أفاق على الحقيقة المُرّة وانكشاف أعضائه، ولنا وقفة مع نتائجهم، ونتمنى من الحكومة قراءة نتائج الانتخابات بشكل جيد، وتغيير منهجها للمصلحة العامة، فهل تفعل؟
والله الموفق.
وليد عبدالله الغانم
تعليقات