مجلس الأمة ما طاح بس انبطح، براى غنيمة الفهد

زاوية الكتاب

كتب 891 مشاهدات 0



القبس

صفحات تاريخية
مجلس الأمة ما طاح بس انبطح

غنيمة الفهد
بالفعل هذه هي الحقيقة التي توقعها كل الشعب الكويتي بفئاته المتعددة.

وبات علينا، ومنذ هذه اللحظة، ان نتوقع غير المتوقع، بل آن الاوان لأن نغير كل الخطط السابقة العقيمة منها والبالية، هذه الخطط التي تعثرت نتيجة التشبث والتمسك بهذا وذاك، من دون جدوى، ومن دون حل حقيقي للمشكلة «ولنرم بهذه وتلك في البحر كما يقال».

وبات علينا ايضا ان ندرك الحقيقة الواضحة، بل نرى آلاف الحقيقة، كما يقال بالمثل الكويتي «الشمس ما يسدها منخل».

الوعي يؤدي الى القلق، مقولة واقعية وساطعة، ويعييها الجميع، نعم الوعي الآن هو المسيطر على كل الصعد والمستويات، وكل الفئات ايضا، بل يصل الامر احيانا الى كل الاعمار، وهذه هي الحقيقة الساطعة، وهذا ما نراه بعودة اشاوس مجلس الامة - وجنود الشعب الكويتي، والتفاف الشعب بطوائفه حولهم، واختيارهم لهم ليمثلوهم، بعد ان عرفوا اخلاصهم ووفاءهم وحبهم لوطنهم، وسقوط وخروج كثيرين نتيجة هذا الوعي.

في السياسة الجديدة بين اعضاء مجلس الامة والحكومة المتمثلة برئيسها ووزرائه، تلك الحكومة يجب ان تتغير الآن. وعملية الشد والجذب والارتخاء «لا تجدي نفعا» ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه، وعطاءه واخلاصه وتفانيه، وعلينا ان نعرف قدر انفسنا منذ الآن، وحجمنا ايضا الجديد، مقارنة.. بمائة سنة خلت، حيث كانت «قلة الوعي» اولا، و«عدم الادراك» ثانيا، و«الاهتمام بأناس معينين» ثالثا، سببا في هذا وذاك.

ما نراه الآن جليا وعيا عظيما، وادراكا كبيرا، وثقافات عليا، وعقليات عظيمة متفتحة، تعطيك الادلة المقرونة بالاسانيد والقرائن.

ان عملية الضحك على الذقون ملف يجب ان يغلق نهائيا، مع مقولة «البقاء للاصلح»، وليس «للأنسب» لنا.

ان شعب 2012 غير شعب 1950 سنوات طويلة أسست قواعد وفئات واشخاصا ومبادئ، اذن علينا ان نعي (كدولة) متطلبات الشعوب (شعوب دولة الكويت) بفئاتها وعناصرها ومبادئها ومتطلباتها ويقينها، وعطائها واخلاصها ووفائها للدولة وليست للاشخاص.

اشخاص معينون. الدولة للكل، وكما يقال كلنا للكويت. والكويت لنا بالفعل يجب ان تظل الكويت «دولة» لجميع فئاتها المتنوعة، وليست لفئة واحدة «من المرضي عليهم».

اما فيما يتعلق بقضية الوزراء، فالوزراء يتغيرون والوكلاء لا يتغيرون لماذا؟ يجب في حالة تغير الوزير، لا بد ان يتغير الوكيل، فبعض من الوكلاء مثل وزارة الصحة وغيرها يجب ان يتغيروا. فالعيب ليس دائما من الوزير ان اغلب العيوب من الوكلاء.

اذاً لا بد من النظر الى هذه النقطة بتغيير وزراء الوزارات الخدماتية المهمة مثل الصحة - التربية - الكهرباء، وما إلى غير ذلك من وزارات تقدم الخدمات للناس يوميا وبلا هوادة. إن التعاون الآن مطلوب بـ «قوة» بين المجلس والدولة المتمثلة بحكومتها من رئيس الوزراء ووزرائه. السياسة الحديثة لا بد ان الكل يعرف متطلبات الآخر، ولا يخذله اويتجاهله ويحتقره، وينحني لها، فما انحناءات سنابل القمح إلا من ثقل ما تحمل، ألم أقل لكم «إن المجلس ما طاح بس انبطح».

والله من وراء القصد والمعنى، إذاً لا حل للمجلس أبدا، فالمعنى واضح، والقصد اوضح من المعنى.

غنيمة الفهد

كاتبة وباحثة في التراث والتاريخ الكويتي

تعليقات

اكتب تعليقك