ابن عكشان يسجل الرسائل التى بعث بها الشعب من خلال نتيجة الانتخابات
زاوية الكتابكتب فبراير 6, 2012, 12:35 ص 808 مشاهدات 0
الشاهد
رسائل الشعب
Monday, 06 February 2012
غليفص بن عكشان
المؤكد أن شعب الكويت شعب واع طموح عال ونظرته متفائلة، مخلص للوطن والنظام الدستوري، غيور على عقيدته ومحب للآخرين، غير منغلق على ذاته، لأنه شعب حر يتطلع الى المزيد من الحرية الفكرية والسياسية متمسكاً بثوابته ومكتسباته السياسية، ذاكرته للأحداث قوية وملاحظاته السياسية دقيقة، شعب مطلع وثقافته السياسية تنمو أسرع من ثقافة سلطاته السياسية، مع أن هذه السلطات تعمل جاهدة على اخفاء الحقائق والتقليل من شأن وعي الشعب، ولا تدرك أن وعي الشعب السياسي والمجتمعي تفوّق على وعيها لأن سياستها لقياس وعي المجتمع لا تقوم على حقائق الواقع.
وكون الشعب الكويتي واعياً وعياً منضبطاً لم ينجر للمواجهة مع أجهزة الأمن، بل مارس حقه الدستوري من خلال ساحة الارادة حتى استقالت الحكومة، وتم حل مجلس الأمة، ومارس حقه في الانتخاب، بكل هدوء متعاوناً مع لجان الانتخاب ورجال الأمن، ممارسة حضارية.
الشعب الكويتي في انتخابات 2012م أرسل رسائل عدة بوعي لمن كان لديه عقل واع، هذه الرسائل:
أولها للحكومة القادمة، يقول الشعب في هذه الرسالة، لقد أسقطنا القبيضة والمتخاذلين مع الحكومات السابقة احتراماً للدستور وحفظا للمال العام، وتطهيراً لبيت الشعب من الذين نكثوا بالقسم وخضعت نفوسهم للدينار وانحازوا لمصالحهم ضد مصالح الوطن والشعب، وذلك من خلال صناديق الاقتراع، بالاضافة الى ارغام البعض من القبيضة، نفسياً لعلمهم المسبق بالسقوط، أن ينسحبوا من ميدان الشعب، وقبل ذلك كان للشعب في ساحة الارادة موقف حضاري واع ارغم الحكومة على الاستقالة وهي رسالة قوية بأن الشعب هو مصدر السلطات.
وثاني الرسائل للحكومة القضاء على العنصرية التي تلعب عليها الحكومة بأن أسقط الشعب رموز الانتخابات الفرعية، وجعل الفوز من نصيب الخارجين عليها، اذ حدد الشعب الصوت للكويت وليس للشخص بذاته أو قبيلته، بما يدل على أن الشعب يعمق الوحدة التي تضرب أطرافها الحكومة والفاسدون، فقال الشعب الا الوحدة والدستور والمكتسبات والمال العام لا تعبثوا بأي منها، وطرداً للرويبضات والفاسدين والمتخاذلين أصحاب الوجهين.
وثالث الرسائل من الشعب للحكومة القادمة فوز رموز المعارضة والمتعاطفين معها من المرشحين فوزاً قوياً، أقصد معارضة الشعب الحقيقية التي تقف مع المصالح العامة للدولة والشعب، وليس معارضة التيارات المتذبذبة حول المصالح، تارة مع الحكومة من أجل المناقصات وأخرى مطالبة بالمناصب أو تعارض لتحقيق مصالحها، التي ضللت الشعب حيناً من الدهر، هذه التيارات المحتكرة لعوائل بعينها فأراد الشعب أن يجفف منابعها حتى تموت جذورها، والشعب يسعى لاستبدالها بأفضل منها، رأفة بها والكويت ومستقبل الأجيال.
أما الرسالة الأخرى فموجهة لأعضاء الأمة بأنكم تحت المراقبة برصد أقوالكم وأفعالكم، اعتبروا بمن سبقكم، اتعظوا بمصيره الذي دمره عندما حاد عن مصالح الشعب لمصالحه الخاصة، اذ يقول الشعب: أنزلنا من رفعناه قبلكم وأوصلناكم لتحلوا مكانهم،فان سرتم على خطاهم فعلنا بكم كما فعلنا بهم، ومصالح الدولة العامة ومصالح الشعب والأجيال واحترام الدستور والرقابة واجبكم، اذا خالفتم تحقيق ذلك ستلقون مصير غيركم.
أما الرسالة التالية فموجهة للإعلام عامة، وهي قول الشعب: احترموا واجباتكم اذا كنتم تؤدون الرسالة الاعلامية بحق، اذ أنتم مرآة الشعب، كسلطة رابعة مراقبة، لا تنحازوا لمن يدفع لكم لتضليل الرأي العام، فان فعلتم فلا نصيب لكم في عقولنا، نعلم الحقائق عن الزيف، لدينا بدائل عنكم، الوسائل الحديثة من القنوات العالمية المحترمة ووكالات الأخبار العالمية التي أنتم تأخذون منها، بالاضافة الى وسائل الاتصال الحديثة من الفيس بوك والتويتر اللذين غطيا الربيع العربي والانتخابات، هاتوا الخبر على حقيقته، لأن الشعب لن يسير خلف ارادتكم اذ يقول نحن أقدر منكم على التحليل لما تقولون أو تكتبون. شعب الكويت ناقد ومحلل وادراكه ووعيه أكبر وأعمق من تحليل وادراك حكومته واعلامه.
اللهم احفظ الكويت من كيد الأشرار، ووحد كلمة أعضاء الأمة لخير البلاد والشعب، وأن تكون، يا الله العظيم، الحكومة القادمة حكومة اصلاح وفلاح قادرة على تحقيق الاستقرار ومصالح الدولة والشعب والنهضة الشاملة. آمين.
تعليقات