قراءة في انتخابات تغيير 54%:

محليات وبرلمان

غياب المرأة وتراجع الشيعة ونهاية الوطني وتلاشي الفرعيات وتصدر 'المؤزمين' وانحسار القبيضة وفوز مرشّح 'نوبل' ودخول 'اللعّان والطعّان' ونزاهة نسبية

8439 مشاهدات 0


بانتهاء انتخابات الأمس، تكون نسبة التغيير عن المجلس السابق 54% كان 22% (11 نائبا سابقا) منهم قد انسحبوا قبل الانتخابات أو أبعدتهم الفرعيات (http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=93995&cid=30

وقد دخل هذا المجلس 27 نائبا إما جديدا أو أعيد انتخابهم، ويسجل المراقب هذه الملاحظات على نتائجها:

- غابت المرأة غيابا تاما بعد أن كانت قد وصلت لأول مرة في الانتخابات الماضية بوصول أربع نائبات عرفن بتأييد سياسة الحكومات السابقة المطلقة باستثناء النائبة السابقة د أسيل العوضي التي دفعت ثمن موقف كتلتها العمل الوطني 'الرمادية'.

-تراجعت أعداد النواب الشيعة من تسعة نواب إلى سبعة، حيث فقدوا مقعد رولا دشتي في الثالثة، وحافظوا على مقعد عدنان المطوع بالثانية وخسروا مقعد معصومة وحسن جوهر لصالح عبدالحميد دشتي في الأولى.

-جاءت خسارة حسن جوهر مدوية بين أوساط الاعتدال والطرح الوطني المعادي للطائفية، وهي خسارة بكل المقاييس لسجل هذا النائب المخضرم الوطني الذي وصل للبرلمان بمجالس 1996 و1999 و2003 و2006 و2008 و 2009.

-انهت هذه الانتخابات كتلة العمل الوطني التي كان لها خمسة أعضاء بضربة قاضية حيث لم ينجح من أعضائها سوى مرزوق الغانم مع تراجع واضح لترتيبه من الأول في الانتخابات الماضية إلى السادس في هذه الانتخابات، فلقد أحجم الصرعاوي عن الانتخابات وسقط كل من صالح الملا وعبدالله الرومي (كان نائبا لرئيس مجلس الأمة) وأسيل العوضي، ويفسر سقوط هذه الكتلة المدوي إلى ضابية مواقفها ورمادية سياستها وخصوصا حين كان هناك فرز واضح بين الحكومة والبرلمان، وموقفهم من فضيحة الإيداعات المليونية التي 'لغمطوا' فيها دون موقف واضح حاولوا تبريره بالطريق الثالث دون جدوى، وحاولوا مسك العصى من النص، وهو الأمر الذي عاقبهم عليه الناخبون شر عقوبة. روابط:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=86273&cid=43

و http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=86726&cid=47

-جاء نجاح النائب الوطني عبدالرحمن العنجري مدويا أيضا وضربة موجعة لكتلة العمل الوطني التي خرج منها نتيجة لمواقفه المعارضة للفساد وخروجه على كتلته المترددة في موقفها من حكومات الفساد السابقة، على الرغم من الحرب الضروس التي تعرض لها بدائرته بسبب مواقفه التي لم يساوم عليها.

-نجاح أول خليجي مرشّح لجائزة نوبل للسلام الدكتور عبيد الوسمي (رابط:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?cid=30&nid=67870

-تصدر ما عرّفته الحكومات السابقة وأنصارها بالمؤزمين المراكز الأولى والمتقدمة في الدائرة الثانية (جمعان الحربش)، والثالثة (فيصل المسلم)، والرابعة (البراك وهايف ودخول جديد للوسمي تلاه 'المؤزم الوعلان)، والصواغ والطاحوس بالخامسة.

-سقوط الفرعيات والتحالفات القبلية في الرابعة والخامسة، حيث سقط كافة مرشحي فرعية مطير الأربعة واخترق الطاحوس المركز الثاني رغم رفضه للفرعيات بقبيلة العجمان وخسر الحويلة مقعده رغم نجاحه بالفرعية لكن مواقفه الرمادية والموالية للحكومة أخرجته من البرلمان، كما سقط تحالف المري وتحالف الهاجري والدوسري والعتيبي ونجح منهم خالد شخير الذي حظي بدعم التيارات الدينية، وبقي العوازم ملتزمين بفرعيتهم بالخامسة لكن المتصدر للمرتبة الأولى هو فلاح الصواغ الذي رفض الفرعية ويليه خالد الطاحوس العجمي الذي رفض الفرعية أيضا.

-تلاشي القبيضة ونواب 'إلا الرئيس': حيث سقط مؤيدون معروفون للحكومة ممن عرفوا بنواب إلا الرئيس: دميثير وسلوى بالثانثة، ومعصومة ومخلد العازمي بالأولى، ورولا بالثالثة وعسكر بالرابعة والحويلة بالخامسة، ولم يبق من النواب الذين عرفوا بالقبيضة وأحيلوا للنيابة نتيجة تضخم أرصدتهم المصرفية سوى واحد وهو صالح عاشور.

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=92164&cid=30

 -إقرار مبدأ المراقبة الدولية حد بشكل كبير من ظاهرة الشراء وإن لم يقض عليها تماما وخصوصا تلك التي كانت تتم في السابق يوم الاقتراع جهارا نهارا (طالع تقرير مراقبة الانتخابات:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=97156&cid=30

 -دخل هذا المجلس وجوه شبابية جديدة: عبيد الوسمي (الرابعة)-فيصل اليحيا (الثالثة)-رياض العدساني وحمد المطر (الثانية)-خالد شخير (الخامسة)-أسامه الشاهين (الأولى).

-لعب الشباب دورا حاسما في هذه الانتخابات بحراكهم وتركيزهم على مرشحيهم الذين نجح بعضهم، أو أحرزوا مراكز متقدمة، كما كان للانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي دورا هاما في توجيه حركة الناخبات واتجاهاتهم.

-كان للإسلاميين النصيب الأكبر من المقاعد توزعوا على 22 مقعدا بين سلفي وإخوان ومستقل وهو انعكاس لأمرين: حالة اقليمية بانتخابات الربيع العربي أوصلت غالبية إسلامية، وضعف التيار المدني الكويتي وتشتته ومصادرته من قبل أهل المصالح التجارية وهو ما أدى إلى عزوف الشباب عن مساندته، وهم:

فيصل المسلم، جمعان الحربش، خالد شخير، حمد المطر، محمد الهطلاني، أحمد مطيع، محمد الكندري، عادل الدمخي، خالد السلطان، عبداللطيف العميري، عمار العجمي ووليد الطبطبائي وعلي العمير، محمد هايف وأسامة المناور، نايف المرداس وعبدالله البرغش وبدر الداهوم، أسامة الشاهين، فيصل اليحيا وفلاح الصواغ ومحمد حسن الكندري.

-وصول عناصر متطرفة معروفة بطائفيتها التي تتكسب عليها مثل أسامة المناور في الرابعة وعبدالحميد دشتي في الأولى وأخرين، وهو ما قد يكون مؤشرا على احتكاكات طائفية داخل البرلمان بسبب ما عرف عنهما من طائفية في الطرح.

-وصول 'اللعّان والطعّان' نبيل الفضل ومحمد الجويهل، فالأول قد وعد في لقاء تلفزيوني بأن أول عمل برلماني له في حال نجاحه هو أن يسب ويشتم فيصل المسلم والسعدون والبراك، (رابط:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=93609&cid=83

 والثاني عرف بطعنه في ولاء القبائل والتعدي عليهم وشتمهم وهو ما أدى إلى تصادمات معه وحرق مقره الانتخابي وكذا الأمر بالنسبة لنبيل الفضل الذي تعرض لهجوم من قبل محتجين أثناء مقابلة تلفزيونية ليلة الانتخابات.

في هذا المجلس: غابت المرأة، وكثر الطائفيون، ودخل اللعان والطعان، وتلاشى الوطنيون، وزادت المعارضة، وازداد الإسلاميون وتساقط القبيضة، وأزيلت أكثر بقايا نواب 'إلا الرئيس'، فماذا سيكون عليه الحال حين تجتمع هذه الخلطة العجيبة من النواب؟

الحكومة ورئاسة المجلس: سوف تكون معركة رئاسة المجلس مؤشرا على سير العملية البرلمانية، ويبدو أن الحكومة القادمة لن تتدخل في انتخاباتها مما يعني أنها ستكون محسومة للنائب المخضرم أحمد السعدون، فاعتراض ترشيحه والتدخل في انتخابات الرئاسة سوف صداما مبكرا بين الحكومة والمجلس الذي يضم غالبية معارضة، وهو ما لن تقدم عليه الحكومة القادمة إن كان جابر المبارك هو رئيسها، فهي معركة ستكون مكلفة مبكرا من الناحية المالية والكلفة السياسية، سوف تدفع ثمنها باهضا.

 صوت الكويتيون بالأمس، بشكل حضاري سلمي، ولم تشب الانتخابات أية حادثة أمنية، وهي ظاهرة تسجل للشعب الكويتي المتحضر، وتقطع دابر الشائعات والتوقعات كانت متشائمة، وهذ هو الأهم...

فلقد فاز الكويتيون بانتخاباتهم بشكل حضاري بغض النظر عن النتائج التي تمخضت عنها...

الآن-تحليل

تعليقات

اكتب تعليقك