البغلي ردا على الدعيج: الشيعة لا يقادون، كالقطعان الى «صناديق الانتخاب»

زاوية الكتاب

كتب 1820 مشاهدات 0


القبس الشيعة ليسوا «كارتاً» في جيب أحدهم! علي أحمد البغلي لم أشأ أن أكتب عن شؤون الانتخابات الحالية وشجونها، خشية أن أمدح «فلانا» أو أقدح «عِلانا» من المرشحين في هذا الوقت الحرج من الانتخابات، وهذا شيء - في نظري - غير موضوعي وغير أخلاقي. مع ان هناك من المرشحين من يمكنني ان اقول فيه ما لم يقله مالك في الخمر في الذمة وتعداد المثالب! وهناك من المرشحين من في نفسي ان أؤلف عنه قصيدة اطراء على نسق «نهج البردة» - مع الفارق في الشخص الممدوح او المشاد به. ولكن الزميل عبداللطيف الدعيج ابى علي ذلك من خلال مقاله المنشور في 2012/1/30 تحت عنوان، «لا تكونوا خنجرا في خصر الدائرة الثالثة»، والذي يقول فيه «هناك من يدفع الشيعة ان يصوتوا كــ «بلوك واحد»، وهذا اخطر انواع الابتزاز والاستغلال، لانه يجذر ويختلق الفوارق بين المواطنين ويعمق التفرقة التي وحدتها المبادئ الديموقراطية». انتهى. ونحن نقف هنا لنتساءل: من اوحى للاخ عبداللطيف ان المنتمين للطائفة الشيعية هم «كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا»؟! وهم «كتلة» او «بلوك» او «كارت» في جيب احدهم - يجيره لمن يشاء وقت ما يشاء - من دون ان يكون لمكوناته من الافراد آراؤهم وقناعاتهم، وميولهم السياسية والاجتماعية، والدينية والشخصية الخاصة بكل منهم؟! وكيف يفرق الاخ عبداللطيف ومن سمع منه هذا الطرح العنصري البغيض بين المنتمين للطائفة السنية في الدائرة الثالثة، الذي صورهم - بمفهوم المخالفة - مواطنين ذوي ارادة حرة، يصوتون بقناعاتهم وآرائهم الفردية السياسية.. بعكس المصوتين من المواطنين الشيعة الذين يقادون، كالقطعان الى «صناديق الانتخاب»، او «المسلخ» - لا فرق - من دون ادراك او وعي، وفق المقولة الكويتية الشهيرة «لي مشى السيد مشينا»؟! *** لا يا بوراكان أتمنى عليك احسان الظن بإخوانك الشيعة، وقد عهدنا فيك التجرد والموضوعية، وعدم الانزلاق وراء الافكار النمطية Stereotype التي يروجها البعض لغرض في نفوسهم المريضة! وأنا كمُحتكٍّ بأبناء الدائرة الثالثة بكل طوائفهم، لم اسمع عن توجيه مركزي للشيعة منهم من اي جهة او مرجعية كانت، اذ انه بكل بساطة ليست لهؤلاء المواطنين - على حد سواء، مثل اشقائهم السنة - مرجعية موحدة، اذا ما أمرت فما عليهم الا الطاعة! واذا كان القصد من ترويج هذا الهمز واللمز ان هناك توجها عند اعداد ليست بالقليلة، من الناخبين الشيعة، مثلهم مثل الكثير من الناخبين السنة في الدائرة الثالثة، لمساندة «مرشحين معينين» لا يروقون في اعين بعض «الفئات» فهذا، وأعني - عدم الاعجاب - بهؤلاء المرشحين هو من حق تلك «الفئات»، كحرية رأي شخصية، ولكن ليس من حقهم على الاطلاق فرض وجهات نظرهم على الآخرين، فيمن سينتخب، فهذا حق كفله الدستور وقانون الانتخاب الذي ينص على الاختيار الحر من خلال التصويت السري، الذي من المفترض الا يعرف فيه اني انتخبت زيداً أو عبيداً. محاولة دق اسافين بين مكونات الشعب، تؤدي الى هدم اللحمة والالفة الوطنية يجب على الجميع الابتعاد عنها، خصوصا من ناشطي القوى الوطنية الشريفة، التي يحسب عليها زميلنا عبداللطيف الدعيج، ولولا ذلك لما عنينا انفسنا بالرد عليه. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغلي

تعليقات

اكتب تعليقك