لا تظلم نفسك وتجعلها إمعة وتابعة ومقيدة بقيود القبلية والعائلية والطائفية والمذهبية..منى الوهيب
زاوية الكتابكتب يناير 29, 2012, 1:22 ص 697 مشاهدات 0
الراى
رأي قلمي / واقتربت ساعة الحسم...!
بدأت ملامح وتضاريس الخارطة الانتخابية تتضح، وخصوصا بعدما تابعنا واستمعنا وناقشنا بعض أطروحات المرشحين من رؤى وأفكار وأهداف وأجندات انتخابية، يطمحون إلى تحقيقها وتطبيقها على أرض الواقع، للإصلاح والتصحيح والتغيير على كثير من القضايا التي كانت وما زالت سببا رئيسا في تعطيل تنمية البلاد.
والآن بعدما انتهى المرشحون من عرض بضاعتهم، وسوقوها على ضوء أفكارهم وقيمهم وقناعاتهم، بإطار منهجي وقيمي تحليلي، وبقياس تقريبي على مدى إمكانية بلورة وتطبيق وتفعيل هذه الأفكار والرؤى وإسقاطها على الواقع المجتمعي الكويتي، ومن استقرائنا للساحة السياسية، نستطيع أن نجزم بانقشاع الضباب والغمام عن أعيننا وتعري الكثير من المرشحين تعرية كاملة أمام الناخبين، وأصبحنا قادرين على تصنيف المرشحين تصنيفا فكريا، وليس تصنيفا طائفيا أو فئويا، وأدركنا وفهمنا نظام ومنهج كل مرشح، واستطعنا أن نخرج أغلب ما في جعبتهم من طوية الأهداف والأجندات.
وبعدما اتفقنا معهم على بعض المطالب والمقاصد واختلفنا على البعض الآخر، واحترمنا وقدرنا صنيعهم، وشعورهم بالمسؤولية اتجاه الشعب، وتقديرهم وإيمانهم بالدور التكاملي ما بين المرشح والناخب، يبقى أن نقول... إن وقع خلل في نتائج الانتخابات المقبلة فمرجعه يعود إلى سوء اختيارنا للمرشحين، فنحن باختيارنا سوف نهندس مستقبل أجيال قادمة، بتطلعات مستقبلية منطلقين من واقع بإذن الله سيكون مبهرا وخلابا لكويت المستقبل.
هناك خلل.. وهذا الخلل يجعل سؤال (كيف اختار؟) يُسيّد نفسه في كل مجلس أو تجمع، حتى وبعد أن اتضحت لنا الكثير من خصائص وقسمات المرشحين والتي على أساسها سوف نختار، وتلمسنا في البعض فقدانه لأهم خصلتين تؤهله لتمثيل الأمة، وهما الأمانة والقوة، لا أرى منه صدقا وأمانة من خلال أفكاره التي تبناها، وثقافته السقيمة التي تشربها، والتي يشوبها النقص والاعتلال، ولا نرى أنها تصلح أو ترمم ما أفسده الأعضاء السابقون سواء كانوا من حكومة أو مجلس.
فالخلل يقع على الناخب أولا، قبل المرشح، هل أنت أيها الناخب الفاضل تمتلك وتؤمن بهاتين الخصلتين القوة والأمانة؟! إن كانت إجابتك بنعم فلابد أن تُعرف الأمانة تعريفا علميا عمليا تستطيع من خلاله أن تصدر الأحكام على المرشحين، فالتعريف هو من أدوات العقل التي تؤهلك للاختيار الصائب، وعندما نتعرف على عمق مفهوم الأمانة ومفهوم القوة، حتما سنصيب الهدف، ومن مؤشرات الأمانة تطابق الأفكار بالأقوال والأعمال عند المرشحين والناخبين، ومن مؤشرات القوة ترجمة الأفكار على شكل سلوكيات ظاهرة أمام الملأ دون تردد وتذبذب وخشية ومحاباة لأي كائن كان.
واقتربت ساعة الحسم... باقٍ أربعة أيام على يوم الفصل التاريخي، إما نكون أو لا نكون، إن الله خلقنا أحرارا مخيرين، ما علينا إلا أن نوظف اختيارنا على ورقة التصويت بكل معاييره ومقاييسه المثالية، التي أصلها ومرجعيتها الشرع، لا تظلم نفسك وتجعلها إمعة وتابعة ومقيدة بقيود القبلية والعائلية والطائفية والمذهبية، اتركها حرة أبية لتختار ما يرضي الله ثم يرضيها لمن يمثلها، بالمحافظة على هويتنا الإسلامية والخليجية والوطنية، وأن تختار من يحمل فكرا مميزا برؤية جديدة متجددة، ويقوم بدور تشريعي ورقابي لمصالح البلاد والعباد، بالأطر والضوابط التي لا تصادم وتخالف عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا وأخلاقنا وديننا دين الاعتدال والوسطية.
منى فهد العبدالرزاق الوهيب
تعليقات