4 ملاحظات من وحى الانتخابات يرصدها أحمد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 938 مشاهدات 0


 

الأنباء

 



ملاحظات من وحي الانتخابات
الأحد 29 يناير 2012 - الأنباء

٭ الملاحظة الأولى: تشهد البلاد معركة ضارية غير شريفة بين المرشحين لانتخابات مجلس الأمة 2012 في جميع الدوائر، تعدت أدواتها وأساليبها الأساليب التقليدية، حيث تشهد الساحة أساليب وأدوات غير مسبوقة، ابتعدت كثيرا عن التنافس الشريف، اذ ولأول مرة ينتشر سلاح التشهير الى حد المساس بالسمعة الشخصية، وسلاح الإشاعات التي ذهبت بعيدا إلى حد الافتراء والكذب الصراح، كما يتبادل المرشحون الهجوم الشرس، ليس في الدائرة الواحدة فقط، وانما امتد ذلك الهجوم إلى مرشحين من خارج الدائرة، في محاولة للتأثير على قواعدهم الانتخابية في عقر دارهم، كما لم يتورع عدد من المرشحين عن إثارة النعرات الطائفية والقبلية والعنصرية، في تصريحاتهم وأطروحاتهم، الى حد التحريض ضد شرائح المجتمع الأخرى، ضاربين بالوحدة الوطنية عرض الحائط، كأنما لم يعد يهمهم الا الوصول للمجلس ومن بعدهم الطوفان.
٭ الملاحظة الثانية: المدهش في تلك الانتخابات ومن خلال الحملات الانتخابية وأدواتها التي من أبرزها الندوات والمقابلات التلفزيونية والتصريحات الصحافية، ظهور عدد من المرشحين بمظهر الملائكة الأطهار الذين يتهمون خصومهم بالفساد دون دليل، وظهور البعض الآخر بالقوة القاهرة القادرة على تحقيق الأحلام والوعود التي يعدون بها ناخبيهم، وهناك أصحاب احتكار الوطنية، الذين يؤكدون لناخبيهم ان الوطنية أصبحت حكرا عليهم، وهناك المتوعدون والمهددون لخصومهم ومعارضيهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، ووصل الأمر ببعضهم إلى انه يهدد بالتصدي بكل الوسائل للحيلولة دون نجاح بعض المرشحين ومنعهم من الوصول الى المجلس، وبلغ الفجور السياسي ببعضهم انهم يتهمون شريحة اجتماعية كاملة بالعنصرية إن هم صوتوا لخصومهم.

٭ الملاحظة الثالثة: المتابع للحملات الانتخابية، يجد انها تفوق بكثير القدرة المادية الشخصية الذاتية لعدد كبير من المرشحين، من حيث تنوع أشكالها الفنية وأحجامها واتساع رقعتها، الأمر الذي يطرح سؤالا في غاية الأهمية وهو: من أين لهم بتلك الأموال التي يمولون بها حملاتهم الانتخابية بهذا البذخ؟ خاصة اذا ما عرفنا ان بعضهم موظفون لم تتعد أعمارهم سن الانتخاب الا بقليل، وكثير منهم «طرق المعاش»، والجواب عن ذلك التساؤل انه لمن البديهي ان هناك جهة او شخصا (ما) وراء الدعم والتمويل المادي لهؤلاء المرشحين. ولكن يبرز سؤال أكثر أهمية وهو: هل هذا التمويل والدعم المادي السخي لبعض المرشحين دعم داخلي ام دعم من الخارج ؟ وأترك الإجابة عن هذا السؤال المهم لفطنة القارئ الكريم.

٭ الملاحظة الرابعة: برامج وأطروحات الغالبية العظمى من المرشحين لا تخرج عن وعود بالإصلاح بعبارات فضفاضة، ووعود بالتصدي للفساد دون منهج واضح لذلك التصدي، وتهديد بالانتقام، وشتم وسب الحكومات السابقة وتهديد للحكومة الحالية، ووعيد للحكومة القادمة، بل أضيف الى ذلك شتم بعض رموز الأسرة الحاكمة لا لشيء الا للظهور بمظهر التحدي الزائف انسجاما مع متطلبات تنمية الشعبية الشخصية بين جموع الناخبين في بعض الدوائر والذين يطربهم ويثير حماسهم مثل ذلك الطرح، والمرء هنا يتساءل: أين المرشحون من البرامج الواضحة والحلول العملية لعدد من القضايا والمشاكل التي يعاني منها الوطن والمواطن؟ هل انتهت تلك القضايا والمشاكل؟ مثل مسألة البطالة التي باتت تؤرق الشباب، ومشكلة الإسكان التي تتفاقم سنويا، ومشكلة التركيبة السكانية القنبلة الموقوتة، والمشكلة الصحية التي تزداد سوءا على سوء والتي تشعر المواطن المراجع لأي مستشفى بأنه من الأقلية الكويتية في الكويت، أين برامجهم لايجاد المعالجات التي تحد من المشكلة المرورية والتي توقع خسائر فادحة في الأرواح، وخسائر مادية هائلة سنويا، بسبب تداخل وتنازع الاختصاص بين أكثر من جهة حكومية؟ أين هم من ايجاد حل جذري سيادي وإنساني لمشكلة البدون التي اكتفى بعضهم بركوب موجتها، والتكسب الإعلامي والانتخابي من ورائها؟ أين هم من القروض الضخمة ذات الفائدة المتدنية التي تعطى لبعض المتنفذين؟ أين برامج التصدي لتوزيع أراضي الدولة مثل القسائم الصناعية والقسائم الزراعية، وحظائر الأغنام وبسطات الخضار والسمك بالمجان على الأصحاب والمحاسيب؟ وأخيرا وليس آخرا، أين هم من المشكلة الوطنية والمهمة والتي ستمس كل فرد في هذا المجتمع في المستقبل ألا وهي نضوب المورد الوحيد والأساسي للدولة والتي ستنزف دون ايجاد بديل؟ أين برامج المرشحين الأفذاذ، أصحاب البطولات الفارغة والجعجة الإعلامية الجوفاء، من كل هذه المشاكل التي يعاني منها الوطن والمواطن؟ ام ان تلك المشاكل والقضايا ليست من أولوياتهم؟

 

تعليقات

اكتب تعليقك