حسن علي كرم ينصح السعدون بالتقاعد بعد 40 عاما من الاستماتة على كرسي الرئاسة

زاوية الكتاب

كتب 943 مشاهدات 0



الوطن

السعدون…«الماضي. الحاضر. المستقبل»

حسن علي كرم


تذكرني الندوة التي افتتح بها النائب المخضرم ومرشح الدائرة الثالثة احمد السعدون مقره الانتخابي بالمسرحية المصرية حسن ومرقص وكوهين وهي احدى المسرحيات الجميلة والكوميدية التي كانت تعرض على مسرح الريحاني في الزمن الجميل اما وجه الشبه بين المسرحية وندوة السعدون هو جمعه رموز التيارات الدينية والليبرالية للمشاركة في الندوة لدعمه في معركته الانتخابية التي هي من اشرس المعارك الانتخابية واشدها على وجه العموم ولا سيما في الدائرة الثالثة التي يتشكل المرشحون والناخبون الى عدة اتجاهات وتوجهات متنافسة ومتناقضة فالسعدون احضر الى الندوة رمزا من رموز السلف وآخر من الاخوان وثالثهم ليبرالي متجاهلا الشيعة (!!) وجميعهم من الرموز المعتقة التي ان لم تكن قد استنفدت صلاحياتها فهي على حافة النفاد، وكأنه بذلك اراد السعدون ان يقول لناخبيه وبحضور ندوته ان كنت انا عجوزا وانافس في الانتخابات، فهناك ايضا عواجز مازالوا يتعاركون.. وفي كل الاحوال تجميع السلف والاخوان والليبراليين تحت الخيمة السعدونية هو بمثابة عرض حال وطلب التماس عن دعمهم لاصواتهم في معركته الحاسمة والمصيرية خصوصا انه (اي السعدون) قد شبه الانتخابات الحالية بأنها اخطر الانتخابات النيابية التي مرت على الكويت..
في توضيحه لعنوان ندوته والذي كان (كويت الماضي. كويت الحاضر. كويت المستقبل) انه يقصد كويت الماضي ودبي الحاضر وقطر المستقبل، لكنه يرفض هذا التقسيم فالكويت التي كانت الماضي يمكن ان تنافس على المستقبل فالعرب المبتهجون في الظرف الراهن بموسم ربيعهم السياسي والديموقراطي الربيع الكويتي انبلج قبل خمسين عاما ولازال بل ربيعنا يزدهر وينمو ويصبح اكثر ازدهاراً ونماءً.
واذا كان السعدون وكنا نتغنى بالربيع الكويتي المزدهر منذ خمسين عاما فذلك لا يعفينا ان نعيد الفضل لصاحب الفضل الذي غرس الشتلة الاولى في الربيع الكويتي وهو المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح الذي ببصيرته الثاقبة وقراءته العميقة للامور ارسى دولة الدستور والمشاركة الشعبية وحق المواطن في ثروة بلاده، ان الدستور والمشاركة الشعبية جاءا من الارادة الحرة والرغبة الشخصية من الشيخ عبدالله السالم ولم يكن كما يزعم البعض جراء ضغوط او للمطالبات العراقية بالكويت، فالكويت لم ولن تكون لقمة سهلة حتى يهضمها العراقيون بردا وسلاما، فالكويت كانت وستبقى عصية ومرة على كل الطامعين والمتجبرين.
ان معركة السعدون في الانتخابات الحالية ليست معركة واحدة بل هي ثلاث معارك في معركة واحدة وهذه المعارك الثلاث هي معركة الفوز في الانتخابات اولا ثم معركة الرئاسة ثانيا ومعركة حفظ التوازن والهدوء على اعمال وجلسات المجلس ثالثا..!!
ما عدا المجلسين الاول والثاني، فقد شارك السعدون في جميع المجالس التالية والى يومنا هذا، فكان عضوا فرئيسا للجنة برلمانية ونائبا لرئيس المجلس فرئيسا للمجلس ثم عضوا عاديا ورئيسا للجنة الاسكانية البرلمانية التي هي لجنة تشريفاتية تكريمية لرئيسها الدائم في هذه الرحلة الطويلة التي زادت على الاربعين عاما لا يذكر للسعدون الا معاركه الدونكيشوتية واستماتته على كرسي الرئاسة كنا نتمنى لو وقف احد الحاضرين لندوته وسأله ان يوجز انجازاته خلال رحلته البرلمانية، لكن للاسف الناخبون لا يحاسبونه على منجزاته بقدر ما يشيرون اليه بالرمز، وكأن الرمز ليس مطلوبا منه الانجاز..؟!
السعدون يتحدث عن الكويت الماضي، ودبي الحاضر، وقطر المستقبل، لكنه لا يعترف انه هو وليس غيره احد اسباب توقف قطار الكويت عن الحركة وخروجه عن سباق المنافسة، السعدون دخل في معركة مع الرأسمالية الوطنية وتكسير الرؤوس والعظام كل ذلك لانه فقد كرسي الرئاسة او لانه اخفق في معركة كرسي الرئاسة..!!
كان يجدر بالسعدون ان يكتفي بالاربعين عاما في العمل البرلماني ويفسح المجال للجيل التالي جيل الشباب الذين هم عنوان المعركة وامل المستقبل لا ان يدخل حلبة المنافسة، كما لو كان لازال في اول الطريق يبحث عن مجد سياسي او وجاهي، فهل يتعارك السعدون من اجل خدمة الوطن ام من اجل تكريس مبدأ (الانا)…؟!!

حسن علي كرم


 

تعليقات

اكتب تعليقك