د.الخضاري يرفض وبشدة أن يكون المذهب والمعتقد عائقا أمام المساهمة في التفكير بهموم الوطن

زاوية الكتاب

كتب 554 مشاهدات 0



الراى

 


د. سليمان ابراهيم الخضاري / فكر وسياسة / الدولة الفاشلة ... كلاكيت ثاني مرة!

 

سيل عارم من الردود والاتصالات تلقيناها ردا على مقالنا الأخير والمعنون بـ «الدولة الفاشلة»، هذه الردود تفاوتت في توجهاتها من اللوم الشديد والاستنكار، إلى التأييد العارم والمطالبة بمزيد من الكتابات في هذا الشأن، مما يكشف عن حالة من الاستقطاب في الساحة السياسية لا تختلف عما نراه من استقطاب وانقسام حول العديد من القضايا.
المؤيدون تمحورت آراؤهم حول ضرورة المصارحة والمباشرة في ما يخص واقع الدولة وتدهور مؤسساتها، وأهمية التطرق بصراحة للأسباب الواقعية لهذا التدهور، مع وجود حاجة لتصعيد الخطاب السياسي ليمس المحرمات في الثقافة الكويتية من الحديث صراحة عن أزمة غياب الرؤية والفقر الابداعي الذي يعاني منه الكثير من أصحاب المناصب العليا في الدولة، وضعف النزعات القيادية التي يتطلب تواجدها في متخذي القرار للخروج من الحلقة المفرغة من ردود الأفعال الارتجالية التي تحكم إدارة العمل في السلطة التنفيذية بجمع أجهزتها.
المعارضون في الطرف المقابل تحدثوا عن ضرورة الحفاظ على هيبة أسرة الحكم وعدم الانسياق خلف معارضة غوغائية لا تحمل مشروعا حقيقيا لانقاذ البلد، بل تساهم في نظرهم في تدهورها عن طريق الدفع باتجاهات تأزيمية في واقعنا السياسي، ناهيك عن تلوث الكثير من قيادات المعارضة بممارسات تتعارض جوهريا مع شعاراتهم الاصلاحية، من خلال تكريس نزعات طائفية أو قبلية، دع عنك الشبهات المالية التي تحيط ببعضهم، وارتباطهم بأجنحة متصارعة داخل بيت الحكم، وما يشاع عن علاقة البعض الآخر بأجندات اقليمية تهدف إلى تقويض التجربة الديموقراطية الكويتية أو اجبار الدولة على الدخول في تحالفات اقليمية أو دولية تخدم أهدافا لا تتوافق بالضرورة والمصلحة العليا للكويت.
لا نخفي اتفاقنا مع وجاهة بعض الآراء في المعسكرين المؤيد والمعارض لما كتبنا، لكننا ندعي التزامنا خطا وطنيا واضحا يسمي الأشياء بأسمائها، ولا يتجنب الاشارة لمواضع الخلل لاعتبارات سياسية آنية، قد يؤدي الخضوع لها إلى المساهمة في انهيار الدولة عن طريق القبول بمنطق تسييس كل شيء في المجتمع، والركون إلى الشكوك العميقة التي تخيم على علاقة الأطراف المختلفة في واقعنا الكويتي ببعضها البعض.
إلا أن أطرف الاعتراضات على ما كتبنا، وأشدها مأسوية في الوقت نفسه، جاء من أحد الأصدقاء الذي قال لي بالحرف الواحد: «مالك ولهذا الخطاب التصعيدي..لا تنس أنك شيعي»!
ولا أحتاج هنا ولا أريد المزايدة على انتمائي المذهبي واعتزازي به، إلا أن هذا الرأي يكشف عن حالة مسيطرة على الذهنية العامة لشرائح معينة، تجعل من الطائفة وهمومها منطلقا أساسيا للتعامل مع الهم السياسي العام، وهو ما قد نتفهم أسبابه لوجود أطراف معينة تدفع في اتجاه توتير علاقة أبناء الكويت تبعا لمذاهبهم وتقسيماتهم الاجتماعية، إلا أنني أرفض وبشدة أن يكون المذهب والمعتقد عائقا أمام المساهمة في التفكير بهموم الوطن ككل، وبنفس الطريقة والهموم التي يفكر فيها أبناء التشكيلات الاجتماعية والدينية الأخرى.
باختصار... أنا شيعي وأعتز بذلك... ولكني كويتي أيضا... قبل المذهب... وبعده!

 

تعليقات

اكتب تعليقك