خليل علي حيدر يثمن الطرح الجرئ للشيخ مشعل

زاوية الكتاب

كتب 1302 مشاهدات 0



الوطن

مخاوف الشيخ مشعل عبدالله الجابر

خليل علي حيدر


المقابلة التي أجراها الزميل أحمد حيدر مع الشيخ الدكتور مشعل عبدالله الجابر، والأفكار والآراء التي وردت في حديث د. مشعل الجابر تمثل خطوة جريئة في تعبير افراد اسرة الحكم الكريمة وتحليلهم للواقع الكويتي الصاخب الذي نعيشه اليوم.. والمستقبل القريب الذي نكاد نراه بكل وضوح!
المقابلة جرت مع صدور قرار حل مجلس الأمة، ونشرت في القبس يوم 2011/12/18.. فكيف رأى ضيف «القبس» الاجواء مع صدور هذا القرار؟ «الاجواء غير مطمئنة، حتى بعد حل الحكومة والمجلس، وآخذة في التصاعد، وأعتقد ان الوضع سيصبح اخطر مما نحن عليه ما لم نضع حلولاً جذرية، ونتقبل التغيير المقبل، ومن سيرفضه سيكون هو الخاسر»، وهكذا بدا الدكتور الشيخ كأنه أحد أقطاب «المعارضة»، الى ان اضاف: «وقد كُنا في الاسرة منقسمين الى قسمين تجاه الحل».
معارضة الدكتور للآليات السياسية الحالية في الديموقراطية والإدارة الكويتية اعمق من مجرد قبول او رفض حل البرلمان يقول: «نحتاج الى العديد من الامور، من بينها ان يكون لدينا نظام حزبي واضح تتنافس فيه الاحزاب، ومن خلال الاغلبية البرلمانية يتم تشكيل مقاعد الحكومة لمدة اربع سنوات».
د. الجابر لا يتخوف مما يثار حول ظهور الاحزاب من مشاكل وهمية اوواقعية، بل يطالب حتى بتعديل الدستور او تحديثه، حيث يعتبره امرا حتميا، «لنتطور ونواكب العالم من حولنا»، ويضيف: «يجب تغيير حتى شروط الترشيح لنحصل على نائب لديه تعليم جامعي ويجيد التحدث باللغة الانجليزية، علينا تشديد الضوابط لنحصل على نتائج ومخرجات أفضل».
للشيخ مشعل طرح جريء حتى في مجال اختيار رئيس الوزراء! يقول: «ادعو الى اجراء العملية من خلال اجراء انتخابات بين ابناء الاسرة الحاكمة على منصب رئيس الوزراء ليفوز الافضل.. والمرحلة الثانية تكون باختيار الاسرة والشعب الرئيس المنتخب».
هل مثل هذه الخطوة ستقلص الخلافات والانقسامات داخل «الأسرة»؟ الخلافات، يقول الشيخ مشعل موجودة ابتداء من مسائل الورث إلى المناصب، «وسببها الرئيسي غرور البعض وكبرياؤهم وعنادهم وعدم افساحهم المجال أمام الصفين الثاني والثالث، وهذه العقلية القديمة يجب أن تعالج لما فيه مصلحة الأسرة والبلاد».
الشيخ مشعل وجه نقداً قاسياً للوضع داخل الأسرة قائلا: «هناك شيخ يحقر حق شيخ، وشيخ ضد شيخ، وهناك من يدفع أموالاً ويسلط فضائيات وصحفاً ونواباً، بل قد يتعامل مع دول أخرى في سبيل خصومته مع الشيخ الفلاني، كل فرع «يطق الثاني» ولسنا يداً واحدة، لدرجة أن الأخ مخاصم اخوانه سنوات طويلة، والأب لا يريد مصلحة عياله».
هذه الخلافات، في رأي الشيخ مشعل، تتعمق بينما «الربيع الإسلامي» يزحف على المنطقة العربية، وبعد تونس ومصر وليبيا وسورية، يتنبأ الشيخ مشعل، «من المؤكد سيحل الدور على دول الخليج، وعلى رأسها البحرين ثم الكويت ثم السعودية والإمارات، أتوقع أن يكون للإسلاميين السيطرة الكبرى، لأن الناس تؤمن أن العودة للدين هي الحل دائماً لقضايا الفساد الاجتماعي والسياسي، لذا حظوظهم كبيرة، لأنهم يطرحون أنفسهم كحل جذري». مخاوف الشيخ تشمل المجتمع، فالنزاع يتعمق حتى في الشارع الكويتي، والخصومة في المجتمع تصل مستوى بعيداً، يقول: «لم يتبق سوى أن يتشاجر الناس بالشوارع بسبب السياسة، فالناس مشحونة والنفسيات تغيرت والحسد ازداد والكل يهاجم الآخر».
للشيخ د.مشعل كتاب باللغة الانجليزية وضعه قبل عشر سنوات ومنع من النشر من قبل وزير الديوان الأميري السابق، وهو بعنوان «تأملات أمير عربي: نقل ماضينا إلى مستقبلنا».
Reflections of an Arab Prince: Taking our past into our future
«والكتاب موجود بكثرة على غوغل»، كما يقول د.مشعل عبدالله الجابر، والأمر للقراء.

خليل علي حيدر

 

تعليقات

اكتب تعليقك