مصطفى الصراف ينتقد الطرح المذهبي والتكتلات القبلية في الحملات الانتخابية
زاوية الكتابكتب يناير 25, 2012, 1:07 ص 746 مشاهدات 0
القبس
الدولة راعية.. والقبيلة هاوية
مصطفى الصراف
لقد انقطعت عن الكتابة لعدة أسابيع، كنت فيها خارج الكويت، واستقبلني حال عودتي طقس بارد يفترض مع هذين العاملين أن يراع قلمي قد جف، ولكن يبدو أن سخونة الطرح المذهبي والتكتلات القبلية في الحملات الانتخابية للمرشحين قد أسالت حبر ذلك اليراع. لقد تعودنا سماع بعض الأصوات النشاز من مرشحين في الانتخابات السابقة، التي تنادي بهذا النوع من التكتلات، ممن لا برامج وطنية يحملها، ليعوض بذلك الطرح النقص لديه في الكفاءة، فيستظل بقبيلته أو طائفته لينجح محمولا على أعناق المتخلفين من الناخبين. أما في هذه الانتخابات التي تجرى اليوم، فيبدو الأمر مختلفا جدا. فلقد أصبح ذلك النشاز والاستثناء اليوم قاعدة رئيسية يتم تداولها جهارا ومن دون حياء. بل أصبحت نهجا تبنى الحملة الانتخابية على أساسه، وهدفا يسعى بعض مرشحي هذه الانتخابات لبلوغه لدى الكتل السياسية. وقد أخذ بعض رجال الدين بناصيته يزكونه ولا يحرمونه كما هو مفترض شرعا وقانونا وواجبا وطنيا، يدعو إلى وحدة أبناء الوطن وتلاحمهم لمواجهة ما ينتظرنا في القادم من الأيام، لقد أصبحت الكويت في قلب العاصفة وثمة حاجة لوحدة أبنائها وتلاحمهم كي لا تعصف بوجودهم وكيانهم. لقد كان الفرد يحتمي بقبيلته، فتحميه من غزو ثم تغزو هذه القبيلة قبيلة أخرى لتطعمه من جوع وتأمّنه من خوف. أما اليوم فقد زالت هذه الصفة عن القبيلة والطائفة ليحل محلها الوطن والدولة، هي التي تحميه وتطعمه ما دام وفيا لها، لقد انتهى دور القبيلة، أما الصراع المذهبي فهو الحرام بعينه الذي نهى عنه الإسلام، لأنه يفتت المسلمين ويذهب ريحهم. فما بالنا وابناء الوطن الواحد؟ يا من يجعل البرامج الدينية شعاره في انتخابات مجلس الأمة، اتقوا الله في أفعالكم وأقوالكم، إن الدين علاقة بين الفرد وربه أما الوطن فهو شراكة بين أبنائه، يجب العمل من اجل نموه.
أخي الناخب الجليل، من أجل وطنك ومن اجل نفسك وابنائك لا تتبع من يتخذ الدين وسيلة لبلوغ مجلس الأمة، لأنه ينوي اقتلاع قواعد الامة. لقد تجاوز الزمن الطرح الديني في هذه المناسبة، فنحن نعيش عصر حرية الرأي وحرية العقيدة. فلا وصاية لأحد على أحد إلا سلطان الدستور والقانون، الذي ينص على هذين الأمرين، مؤكدا ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم. فانفضوا عنكم غبار الماضي. وانزعوا عنكم ثياب الجاهلية. وحرروا عاطفتكم من أسر القبيلة والطائفة، وحكّموا عقلكم لتحقيق متطلبات المستقبل المتسارع بعلمه وعلومه الحديثة مع الحفاظ على هويتنا العربية. هناك مخطط استعماري يهدف الى تمزيقنا، تبشر به وسائل إعلامه والإعلام الذي يدور في فلكه. ما زالت الدول الاستعمارية (تركيا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، أميركا) تعمل وفق مبدأ «فرّق تسد»، الذي مزّق أوطاننا. ويعمل اليوم على إعادة استعمارنا وإذلالنا وتعطيل تقدمنا لنهب خيراتنا، مستعينا بالضعفاء من قادتنا والمتخلفين فينا. لذا يجب أن يكون توجهنا لانتخاب ممثلينا من العناصر الوطنية، التي تخلّت عن أسباب تخلفنا من نزاعات مذهبية أو عنصرية أو قبلية.
مصطفى الصراف
تعليقات