عبيد الوسمي «غيفارا الكويت»، برأى عبداللطيف الصريخ

الراى زاوية مستقيمة / «غيفارا الكويت» لا أعلم السر وراء بعض البشر في تقديس بعض من يعتبرونهم رموزا فكرية أو سياسية، لدرجة أن يضربوا حوله طوقاً من المهابة يحميه ضد النقد، وكأنما استحال إلى نبي مرسل معصوم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ولا أعلم السر كذلك في جعل بعض الرموز الوطنية، الأحياء منهم والأموات، مثالا يحتذي فيه الجيل الجديد، وكأنما أصبحوا هم أقطاب الرحى يدور معهم الحق حيث داروا، وهذا قمة الجهل، بينما الصواب أن نوجه الأنظار إلى مبادئ ومُثُلٍ غير متلازمة مع الأشخاص، بحيث تكون في مَعْزِلٍ عن بشريات الإنسان وهفواته وزلاته. أحد الزملاء كتب يلمز في أحد أبرز مرشحي الدائرة الرابعة، حيث كان يقصد الدكتور عبيد الوسمي، ويضربه من تحت الحزام، وفرح مهِّللا بأنه وجد فيه ما لم يجد فيه غيره، فقال بأن : ليس كل من فتح (الغولة) أحمد الربعي، وأنا حيث أستغرب هذا الطرح، أتساءل بيني وبين نفسي، مع كامل تقديري واحترامي للمرحوم بإذن الله أحمد الربعي، هل كان سيرضى الدكتور الربعي أن يكون هو الأنموذج للقياس عليه لو كان حيا؟ أشك في ذلك. لزميلنا العزيز وغيره ممن قد يغيظهم سطوع نجم عبيد الوسمي في الدائرة الرابعة، وبات ممن ينافس على المراكز الأولى فيها، إن كنت لا تستسيغ طرحه، فهناك الآلاف من الشباب في طول الكويت وعرضها ممن يراه (غيفارا) الكويت، وليس أدل من ذلك سوى تقديرات حضور ندوته الافتتاحية، التي فاقت العشرة آلاف، كما يحق لك ويحق لي أن ننتقد عبيد الوسمي وغيره من المرشحين، وهذا من صميم دورنا ككتاب صحافة، ولكن لا نجعل مقياسنا أشخاصا بيننا أو ممن رحلوا عن دنيانا، فذلك معيار غير مناسب ولا يستقيم عقلا. زميلي العزيز... إن عبيد الوسمي استطاع أن يحوِّل علمه إلى عمل حقيقي، وساهم في الحراك السياسي في الأعوام الأخيرة قبل أن يفكر في خوض الانتخابات، بل كان أحد أبرز الوجوه الشابة التي برزت، حيث يتميز عن غيره بمَلَكَة الخَطابة وقوة الحجة وفصاحة اللسان والثقة بالنفس، ما جعل الكثيرين من الشباب يرون فيه قدوة عملية مزجت بين العلم والعمل. لست من دعاة تقديس الأشخاص أبدا، فكلنا ذوو خطأ، والرجال يُعرفون بالحق، وليس العكس، وكما قيل: اعرف الحق تعرف أهله، فلندر حول الحق، إن أردنا أن نلتفّ حول الرجال، كي لا ننسى الحق الذي ننشده في زحمة الانتصار لهم. د. عبداللطيف الصريخ